الجزائر بين تمويل البوليساريو وقمع تطلعات شعب القبائل: ازدواجية المعايير

التناقض الجزائري في دعم البوليساريو وقمع تطلعات شعب القبائل: قراءة في الرد المغربي على تصريحات الجزائرية

في وقتٍ سابق، وجه عمر هلال، السفير والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن، رداً على التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها لوانس مكرمان، الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، بشأن قضية الصحراء المغربية. تعكس هذه الحادثة التوترات المستمرة بين المغرب والجزائر وتعقيدات الصراع حول الصحراء.

1. السياق والأهداف من الرد

خلال اجتماع ترأسه جوليوس مادا بيو، رئيس سيراليون، أعرب عمر هلال عن استيائه من تصريح لوانس مكرمان الذي تناول قضية الصحراء المغربية، وهي مسألة لم تكن مدرجة في جدول أعمال الجلسة. اتهم هلال الجزائر بتوجيه الانتباه عن الموضوع الرئيسي للاجتماع، الذي كان يركز على إصلاح مجلس الأمن وتمثيل إفريقيا، وذلك بتصعيد النزاع مع المغرب.

2. الانتقادات والردود

انتقد هلال التصريحات الجزائرية التي اعتبرها غير ذات صلة ومضللة. وأشار إلى أن ممثل الجزائر بدلاً من اقتراح إجراءات عملية لمعالجة تمثيل إفريقيا في مجلس الأمن، فضل اللجوء إلى معلومات خاطئة وأدلة مضللة، مما يعكس العداء المستمر للجزائر تجاه المغرب وهوسها بقضية الصحراء.

3. قضية الصحراء: رد هلال

رفض هلال بشكل قاطع المزاعم الجزائرية بشأن الصحراء المغربية. وأكد أن الصحراء كانت وستظل جزءاً من المغرب، مشيراً إلى أن التاريخ والقانون الدولي وتقارير الأمين العام للأمم المتحدة لا تصف الصحراء المغربية بـ “الأرض المستعمرة”. وأوضح أن قضية الصحراء تم حلها نهائياً بفضل المسيرة الخضراء، معترفاً بقرار الأمم المتحدة 3458/ب الذي سجل اتفاقية مدريد.

4. مبدأ تقرير المصير والازدواجية

انتقد هلال تفسير الجزائر الانتقائي لمبدأ تقرير المصير، مشيراً إلى أن الجزائر تتجاهل أن هذا المبدأ لا ينطبق على الأقاليم التي هي جزء من دولة ذات سيادة. كما أكد أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعد تجسيداً معاصراً وديمقراطياً لممارسة حق تقرير المصير، وحظيت بدعم دولي واسع، بما في ذلك دعم فرنسا التي تعتبر عضواً دائماً في مجلس الأمن.

5. التنمية الإقليمية والاتهامات الكاذبة

رد هلال على الادعاءات الجزائرية حول الموارد الطبيعية في الصحراء المغربية، مؤكداً أن أي تقرير للأمين العام أو قرار لمجلس الأمن لم يعزز هذه الادعاءات. وأشار إلى أن المغرب استثمر 8 مليارات دولار في تنمية الصحراء، مما ساهم في جعل المنطقة وجهة جذابة للمستثمرين الأجانب، في حين أن الجزائر استخدمت مواردها في تمويل وتسليح جبهة البوليساريو.

6. تناقض الموقف الجزائري وتوصيات هلال

انتقد هلال الموقف المتناقض للجزائر تجاه قرارات مجلس الأمن، ملاحظاً أن الجزائر ترفض الالتزام بالقرارات بينما تطالب بتطبيقها في ذات الوقت. وأعرب عن أمله في أن تركز الجزائر خلال الفترة المتبقية من عضويتها في مجلس الأمن على مصالح القارة بدلاً من الترويج لأجندتها الوطنية ضد المغرب.

7. التناقض الجزائري في دعم البوليساريو ورفض حق تقرير المصير لشعب القبائل

تشير تصريحات هلال إلى التناقض الواضح في موقف الجزائر، التي تدعم بقوة حق تقرير المصير لجبهة البوليساريو بينما تنكر هذا الحق على شعب القبائل داخل حدودها. هذا التناقض يعكس ازدواجية المعايير ويثير تساؤلات حول مدى انسجام السياسات الجزائرية.

الخاتمة

تسلط ردود عمر هلال الضوء على التوترات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر وتبرز تعقيدات الصراع حول الصحراء. يعكس خطاب هلال التزام المغرب بالدفاع عن موقفه تجاه الصحراء المغربية ويكشف عن تحديات التوصل إلى حلول بناءة في إطار احترام القوانين الدولية، في ظل سياسات الجزائر المتناقضة.