برز على نحو خاص، في النصف الثاني من العام الماضي، التنافس الأميركي الروسي على أفريقيا. وتقف وراء هذا الاهتمام المفاجئ أسباب عدة، أهمها ثقل القارة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمثل فيها ثلث الأصوات. وشكّلت 17 دولة من القارة نصف الممتنعين عن التصويت على قرار أممي يدين روسيا لحربها على أوكرانيا في مارس/آذار 2022.
كتب المحامي والنقيب المغربي ،سعيد معاش بهية الدار البيضاء، قائلا: مايبدو اليوم أنه صراع #فرنسي #روسي #صيني على ” افريقيا الفرنسية ” ليس كل الحقيقة ، فالواقع أن الأمر يتعلق بصراع #أمريكي #بريطاني من جهة وروسي صيني من جهة ثانية من أجل “تتريك ” فرنسا المنهكة اقتصاديا والتي فقدت بريقها الثقافي والحضاري وثقلها السياسي بعد أن تساقطت أوراق التوت تباعا عن الشعارات التي طالما شنفت الأسماع بشعار الثورة الفرنسية : حرية، مساواة، أخوة قبل أن ترتد عن كل تاريخها .
المغرب بوابة العالم نحو افريقيا ..مشروع مارشال الافريقي
مايبدو اليوم أنه صراع #فرنسي #روسي #صيني على " افريقيا الفرنسية " ليس كل الحقيقة ، فالواقع أن الأمر يتعلق بصراع #أمريكي #بريطاني من جهة وروسي صيني من جهة ثانية من أجل "تتريك " فرنسا المنهكة اقتصاديا والتي فقدت بريقها… pic.twitter.com/vVGo8CWJ6M
— Said Maâch🇲🇦المحامي سعيد معاش (@maach_said) August 7, 2023
ويكفي أن نلاحظ كل هاته الفروق بين الموقفين الأمريكي والفرنسي اتجاه الإنقلاب العسكري في #النيجر ، فاستراتيجية الولايات المتحدة اليوم هي إبعاد فرنسا عن افريقيا . #افريقيا التي نخرها الفساد السياسي والذي انتج الفقر والمجاعة والأمراض والفوضى رغم أن ترابها ومائها كله ثروات وكنوز لكن القوى الإستعمارية مازالت تمص دم الأفارقة بعد أن حصلت معظم الدول على استقلال صوري بأنظمة حافظت على استمرار الإستعباد .
يمكن القول أن حالة افريقيا اليوم ( معظم افريقيا ) تشبه #أوربا بعد الحرب العالمية الثانية حين تم تدمير الاقتصاد الاوربي وانهياره وكساده إلى حدٍ كبير وعميق مما أدى حينها إلى انتشار الفقر والبطالة بشكل واسع. فجاء مشروع مارشال بادرة أولية لإنعاش اقتصاديات غرب أوروبا . انعاش افريقيا اليوم مصلحة اقتصادية وسياسية أمريكية ، وإذا كان مشروع مارشال الأوربي جاء لمحاصرة المد الشيوعي فإن “مارشال الافريقي ” اليوم سيأتي لمحاصرة النفوذ الروسي الصيني في افريقيا ، ودائما وفق الرؤية الاقتصادية الأمريكية حيث الاستقرار الاقتصادي من المفروض أن يوفر الاستقرار السياسي في افريقيا .
بعد خروج #بريطانيا من الاتحاد الأوربي واعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء والإعلان عن العلاقة السياسية مع #اسرائيل -حيث أصبح ماكان تحت المائدة فوقها- ، بدا واضحا أن الأمر يتعلق بحلف سياسي واقتصادي يرمي إلى خلق نمور افريقية اقتصادية على شاكلة النمور الآسيوية ، يكون المغرب في مقدمتها ، #المغرب الذي طالما اعتبر بوابة أوروبا على افريقيا وقد سعت القوى الاستعمارية دوما إلى إبعاده عن عمقه الافريقي ، سواء باقتطاع أجزاء كبيرة من أراضيه أو محاولة تهميش دوره ضمن المؤسسات الافريقية ، وهو مافطن له المغرب وتجاوزه . في كتاب التحدي للمغفور له الملك #الحسن_الثاني وفي الفصل الأخير المعنون بالشجرة، جاء في مطلعه : المغرب يشبه شجرة تمتد جذورها المغذية امتدادا عميقا في التراب الإفريقي، وتتنفس بفضل أوراقها التي يقويها النسيم الأوربي.
وفي خطاب جلالته الذي أعلن فيه قرار انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية، بعد قبول عضوية الجمهورية الصحراوية المزعومة والذي تلاه في جلسة افتتاح مؤتمر القمة الإفريقي يوم 12 نونبر 1984 السيد أحمد رضا اكديرة مستشار جلالة الملك، ورئيس الوفد المغربي آنذاك قال : إن الكمال لله وحده، وبما أن الأمور إذن هي كما هي، وفي انتظار أن يتغلب جانب الحكمة والتعقل، فإننا نودعكم، إلا أن المغرب إن المغرب إفريقي بانتمائه، وسنظل نحن المغاربة جميعا في خدمة إفريقيا. ليأتي نجله جلالة الملك #محمد_السادس سنة في خطاب العودة بتاريخ 31 يناير 2017 ويخاطب افريقيا : كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه ! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا.” فكأن الخطابين الأول والثاني كتبهما الملكان معا ، ذلك أن الملك في المغرب مؤسسة وليس شخصا وعند وفاة ملك فإن عهده بكل حمولته وبكل إيجابياته يشكل لبنة في البناء لخلفه وهاته الإستمرارية هي ما جعلت المغرب اليوم أمة وليس مجرد دولة . مدينة الداخلة ومينائها الأطلسي الذي سيشكل حلقة وصل بين ساحلي الأطلسي والذي يشمل تصميما قابلا للتطوير والتوسعة لمشروع على غرار ميناء طنجة المتوسطي ، لن يكون مشروعا للتنمية المحلية فقط بل سيكون مشروعا لافريقيا كلها ، وقنصليات اليوم ستضاف إليها بعثات اقتصادية حيث الأقاليم الجنوبية للمملكة أصبحت من اليوم مركزا نموذجيا للأعمال والاستثمارات الخاصة المنتجة للقيمة الصناعية العالية ولفرص الشغل.…. المغرب الذي يعتبر اليوم من أكبر المسثمرين بإفريقيا سيكون رائدا في هذا المشروع كما كان رائدا افريقيا ودوليا عبر التاريخ حيث كان الملك محمد الخامس رائدا لتحرير افريقيا والحسن الثاني رائدا لوحدتها واليوم محمد السادس رائد نائها وتقدمها ، وطريقة اشتغال المغرب مبنية على المبدأ الذي أقره جلالة الملك : التعاون جنوب جنوب المبني على شراكة رابح رابح وليس على شاكلة استثمارات فرنسا أو دراكولا الإقتصادية ومص الدماء ..




