ذات صلة

أحدث المقالات

حسين الشيخ نائبًا للرئيس الفلسطيني.. مسيرة صعوده ورؤيته السياسية

تشهد السلطة الوطنية الفلسطينية بدايةً من اليوم، مرحلةً جديدةً،...

جدنا الولد الشقي.. سعدنيات أكرم تنفض غُبار سيرة مسيرة أطول من العمر

لطالما يعتز الصحفيون بالأستاذ محمود السعدني، ولطالما عُرف الكاتب...

كأس شاي إيراني لـ ترامب بـ 4 تريليونات دولار

كتب عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا الأسبق ومندوبها...

موانع تقارب العلاقات بين بغداد ودمشق.. وهل الإطار العربي بابًا مفتوحًا؟

تعلو أصوات بالعراق منذ توجيه الحكومة الدعوة للرئيس السوري،...

بعد مرور أسبوع على إعلان وجود مخططات ضد الدولة.. الأردن تحظر جماعة الإخوان المسلمين

أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، حظر جميع أنشطة جماعة الإخوان...

د.الحسن عبيابة:الزيارات الخارجية نموذج جديد للدبلوماسية الملكية

د.الحسن عبيابة: وزير سابق.. واستاذ جامعي

يبدو أن العديد من الشعوب والقادة، ومن تبعهم من أحزاب سياسية، ومكونات المجتمع المدني، وفعالين في القرارات السياسية والسيادية الظاهر منها والباطن، لا زالوا لم يستوعبوا طبيعة النظام الدولي الجديد ، الذي تغير قبل وبعد كوفيد-19، من خلال النظريات الجيوسياسية التي ورثناها منذ الحرب العالمية الثانية مرورا بالحرب الباردة، وسقوط حائط برلين، وصولا الى عالم يتغير يوميا ويؤثر على الشعوب كذلك ، وتتغير فيه القرارات الإقليمية والدولية، وفقا لمعايير مستجدة لاترحم أحدًا.

 فالديموقراطية التمثيلية نجدها تتآكل كل يوم في أوروبا وغيرها، وأصبحت عاجزة عن إيجاد الحلول المناسبة للدفاع عن النفس، حيث نجد الحرب الروسية الأوكرانية قد أرهقت دول الإتحاد الاوروبي ماديا وسياسيا، بل أن سيادة هذه الدول أصبحت مهددة، حيث كشفت الأحداث الراهنة بعد كوفيد-19، وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية، بأن القوة السياسية  ليست هي تشكيل حكومات منتخبة ديموقراطيا لتدبير الشأن العام، كما أن الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان وحدها، لا تؤمن غازا ولا غذاء ولا أمنا، ولا توقف خروج الآلاف إلى الشوارع في أوروبا الغربية كاملة، وهذه التحولات الجذرية التي يعرفها العالم وبسرعة غير متوقعة قد أربكت الجميع، والسؤال الذي يجب طرحه هنا في المغرب أين نحن من هذه التحولات ؟ .

وبالعودة إلى الديموقراطية التمثيلية يتضح أننا قد اعتقدنا جميعا بأن الإنتخابات “الرقمنة” والتعددية تحمي من الأمواج العاتية التي تفاجئ الشواطىء والمدن بدون إنذار، ولكن الأمر ليس كذلك !، لأن الرأى العام العالمي أضحى تغيره ضعف القدرة الشرائية اليومية، وأصبح لايؤمن بالمشاريع الطويلة والقصيرة التي يسمع عنها ولا يراها !، وإنما يؤمن بما هو يومي، سواء كان ذلك في الدول الديموقراطية أو نصف ديموقراطية أو التي تنتحل “شكليا” صفة الديموقراطية، مما يستدعي خلق نماذج جديد للتعامل مع الأوضاع الحالية.

 ومن هذه النماذج المتميزة ، النموذج المغربي المبني على الثابت والمتحرك ، وهو نموذج تتمع به بعض الدول ، مثل بريطانيا، لأنه يساعد على الإستقرار  والتعامل مع الأحداث بكل أحجامها المختلفة، ونحن في المغرب  نتمتع بهذا المتميز المتمثل في وجود موسسة ملكية تمثل الثابث في النظام السياسي والدستوري المغربي، والمتحرك في الحكومات التي تأتي وتذهب وفق مصلحة البلاد، وهذا النموذج يسمح بالتغيير عندما يكون ضروريًا للتعامل مع المستجدات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ويجب أن نفهم أن التغيير أحيانًا ليس هو الإستغناء فقط عن مجموعة دون أخرى، وإنما يًقصد بالتغيير هو الإجابات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للإستمرار والإستقرار ، وأحيانا التقليل من الأضرار فقط عندما تكثر.

وأعتقد أن تراجع مجموعة معينة عن التدبير وعن الأنظار طواعية ، هي في حد ذاتها تضحية لصالح البلاد، وبالعودة إلى النماذج الدبلوماسية المتميزة ، نجد النموذج الذي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث جعل من زياته خارج المغرب قيمية دبلوماسية إقليمية ودولية يحقق بها المغرب مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة.

وهكذا ، نجد زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى الكابون كانت في غاية الأهمية،  لما ترتب عنها من مكاسب في غاية الأهمية ، حيث أربكت الخصوم وايضا بعض الدول الأوروبية، وجسدت قيادة الملك محمد السادس لإفريقيا ميدانيا، لأن هذه الزيارات الميدانية لها وقع خاص يفوق كل الاتفاقيات والقرارات.

 

spot_imgspot_img