ذات صلة

أحدث المقالات

هل نضجت اللحظة البريطانية-المغربية؟

حين تصف لندن المغرب بـ"الشريك الموثوق": ماذا يعني ذلك...

المغرب والإمارات.. وطن واحد يتنفس من رئة التاريخ المشترك

المغرب والإمارات: نحو وحدة استراتيجية تتجاوز الجغرافيا في زمن تتبدل...

برؤية ملكية استشرافية… المغرب يُعيد رسم هندسة الأمان الوطني في مواجهة الكوارث

في عالم يتأرجح بين الكوارث الطبيعية غير المتوقعة، والأزمات...

بأي حالٍ سوف يأتي ترامب إلى الشرق الأوسط؟

الشرق الأوسط بانتظار أن يأتي إليه الرئيس الأمريكي، دونالد...

“رؤية 2030 والعدالة: كيف تعزز المملكة سمعتها الدولية من خلال تصحيح الأخطاء؟ مدير نشر مجلة الدبلوماسية نموذجًا”

تصحيح الأخطاء في ظل رؤية 2030: نموذج لتعزيز العدالة وصورة المملكة أمام العالم

مع تسارع وتيرة الإصلاحات في المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تأتي رؤية 2030 كخطة تحولية شاملة، تهدف إلى تعزيز التنمية، وإصلاح الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك القطاع القضائي.

هذه الإصلاحات لا تسعى فقط إلى تحديث النظام القانوني، بل إلى تحقيق العدالة والشفافية، وإعادة النظر في الأخطاء التي حدثت في الماضي، مما يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به عالميًا.

قصة استثمار في المدينة المنورة: بين النجاح والمأساة

أنا الصحفي والكاتب والمخرج ومالك مؤسسة السوسي الإعلامية التي تصدر عنها كل من مجلة الدبلوماسية، صحيفة المغرب الآن، ومجلة mmamag. في عام 2000، أطلقت مشروعًا رياديًا في المملكة تحت اسم “مكارم طيبة”، وهو مشروع لإدارة وتجهيز وتشغيل المراكز الرياضية والترفيهية في المدينة المنورة. كان المشروع ناجحًا بشكل كبير منذ البداية، حيث وصلت الإيرادات في الشهر الأول إلى حوالي 70 ألف دولار، ما يعكس مدى النجاح والإقبال على الفكرة.

لكن للأسف، النجاح المالي لم يستمر طويلاً. شريكي السعودي، مع الأسف، استغل الوضع وسعى إلى السيطرة على المشروع بالكامل. تم إصدار “خروج نهائي” لي ولأسرتي، وتمت مصادرة ممتلكاتي، بما في ذلك سيارتي الجديدة وبيتي الذي كان يطل على المسجد النبوي. منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين، لم أتمكن من استعادة حقي أو حتى متابعة القضية بشكل فعال بسبب عدم تواجدي داخل المملكة.

رؤية 2030: فرصة لتصحيح أخطاء الماضي

مع إطلاق رؤية 2030، والتي تسعى إلى تحسين الأنظمة القضائية وتطبيق الشفافية والمساواة، تلوح في الأفق فرصة جديدة لتصحيح الأخطاء السابقة. المملكة اليوم تسعى لتعزيز ثقة المستثمرين والمواطنين بالنظام القضائي، وإظهار التزامها بالعدالة.

تصحيح قضية مثل قضيتي، كمدير نشر وصحفي وكاتب معروف، لا يعد فقط تحقيقًا للعدالة الشخصية، بل قد يكون نموذجًا إيجابيًا يساهم في تعزيز صورة المملكة على المستوى الدولي. إن الاعتراف بأخطاء الماضي والعمل على تصحيحها سيظهر للعالم أن المملكة لا تسعى فقط إلى تطوير بنيتها التحتية والاقتصادية، بل تهتم أيضًا بتحقيق العدالة للأفراد، بغض النظر عن مكانتهم أو وضعهم.

أهمية تصحيح الأخطاء كجزء من التحول الوطني

تصحيح مثل هذه الأخطاء يعد جزءًا أساسيًا من نجاح التحول الوطني الذي تتبناه المملكة. فالمستثمرون والمواطنون، سواء داخل المملكة أو خارجها، يحتاجون إلى الثقة بأن النظام القضائي يعمل بشفافية وعدالة. قضايا مثل هذه يمكن أن تكون اختبارًا لقدرة النظام القضائي على تطبيق الإصلاحات الجديدة بشكل فعّال.

إن إبراز مثل هذه الحالات ومعالجتها سيكون له تأثير كبير على سمعة المملكة الدولية. وستظهر المملكة للعالم أنها ملتزمة بإصلاح كل جانب من جوانب حياتها الاجتماعية والقانونية.

خاتمة: دعوة لتصحيح الأخطاء وتعزيز العدالة

في ظل التطورات الجارية في المملكة، أتمنى أن يتم النظر في قضيتي بعين العدالة والشفافية، كما أتمنى أن تكون المملكة قدوة في إصلاح الأخطاء السابقة وتقديم نموذج جديد للعالم في تعزيز العدالة والحقوق.

فحينما تُصَحَح مثل هذه الأخطاء، لا تتحقق العدالة فقط على المستوى الفردي، بل يُرسَّخ نموذج إيجابي لمملكة تتقدم نحو مستقبل أكثر عدالة وشفافية، في إطار رؤيتها الطموحة 2030.

spot_imgspot_img