ذات صلة

أحدث المقالات

المغرب يعيد تعريف دعم القضية الفلسطينية: من المزايدة إلى البراغماتية الهادئة

في ظرف إقليمي شديد التعقيد، اختارت المملكة المغربية أن...

الملك يُقصي أخنوش من ملف الدعم الفلاحي: ضربة بروتوكولية أم تحجيم سياسي؟

في مشهد سياسي لافت، حمل المجلس الوزاري المنعقد تحت...

رسائل مصرية على أوراق الصحف القومية.. فلسطين قضيتنا

عكست عناوين صحف القاهرة القومية (الصحف المملوكة للدولة)، الصادرة، أمس الخميس، 3 أبريل (نيسان) الجاري، موقف مصر الرسمي وكذلك المجتمعي من الأحداث الجارية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وإقليم الشرق الأوسط.

وتصدر الموقف الرافض لاقتحام ايتمار بن غفير، السياسي الإسرائيلي اليميني والوزير السابق، للمسجد الأقصى، أول أمس الأربعاء، وسط حراسة شرطة الاحتلال، عناوين الصفحات الأولى لصحف الأهرام والأخبار والجمهورية، وهم ثلاثة من أكبر الصحف الحكومية المصرية والأكثر انتشارًا. 

وإذا كان لهذا الأمر دلالة، فهو يعد بمثابة رسائل مصرية تبعث بها القاهرة عبر صحفها الرسمية، مفادها أن القضية الفلسطينية في صلب السياسة الخارجية المصرية، بالإضافة لانتباه مصر لما يجري بإقليم الشرق باعتبارها واحدة من الدول المحورية بالإقليم.

وكانت شوارع القاهرة، وكذلك عدد من عواصم المحافظات المصرية، قد شهدت تظاهرات شعبية عقب صلاة أول أيام عيد الفطر، نددت بالممارسات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة سواءًا بقطاع غزة أو بالضفة الغربية، على النحو الذي يعكس رؤية المجتمع المصري الغاضب من الحرب المستمرة بغزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والأفعال الإسرائيلية المتكررة بالضفة الغربية ومنها الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

ويجوز القول بأن المجتمع المصري يعايش الواقع الفلسطيني يوميًا، وإن كانت هذه المعايشة تأتي عبر متابعة وسائل الإعلام أو من خلال مشاهدة والمساهمة بقوافل المساعدات التي تخرج من المحافظات المختلفة متجهةً لقطاع غزة، وإلى جانب المصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج بمستشفيات القاهرة وشمال سيناء ومحافظات أخرى.

 تحذير من المساس بالمقدسات الدينية بالقدس

الصفحة الأولى لصحيفة الأهرام القاهرية

كان ما سبق، العنوان الرئيسي للصفحة الأولى من صحيفة الأهرام، كما كشفت الصحيفة القاهرية عن خطة إسرائيلية لاحتلال قطاع غزة عسكريًا وطرد حركة حماس.

من جانبه كتب، ماجد منير، رئيس تحرير الصحيفة، مقالًا بالصفحة الخامسة، جاء تحت عنوان: قبل انفجار الإقليم!، ذكّر فيه بأن الشعب المصري من أكثر الشعوب ارتباطًا بالقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن تظاهرات أول أيام عيد الفطر يمكن فهمها على أنها رسائل دعم لموقف القيادة المصرية الرافض لمخططات تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته.

ماجد منير أشار أيضًا إلى أن تنازع المصالح على المستويين الإقليمي والدولي جعل الشرق الأوسط على مرمى حجر من الحجيم (بحسب تعبيره)، محذرًا من سياسات حكومة بنيامين نتنياهو التي فشلت على ما يبدو في خططها رغم وحشية أفعالها بغزة مما دفعها للبحث عن ميدان آخر هو الضفة الغربية والمقدسات الإسلامية لعلها تحقق شيئًا، ومؤكدًا على أن انفجار الإقليم المحتمل نتيجة لهذه التصرفات لا يمكن أبدًا أن يخدم الدول الكبرى صاحبة المصالح بالمنطقة.

أما الدكتور عبد المنعم سعيد، وهو من كبار الباحثين المصريين المتخصصين في الشؤون الدولية، فقد كتب مقالًا بالصفحة الأخيرة بالأهرام، كان عنوانه وموضوعه، ستيف ويتكوف، مفوض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمنطقة الشرق الأوسط وحرب أوكرانيا، حيث أوضح عبد المنعم سعيد، أن الرجل القادم من قطاع العقارات – ويتكوف – يعد نموذجًا لطريقة الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع القضايا الأمريكية الداخلية والخارجية والمبنية على الأفكار التفاوضية لرئيسه ترامب وليس على رؤية طاقم متخصص في قضايا الشرق الأوسط والصراع الروسي – الأوكراني، وبالتالي فإن جهله بالملفات المسندة إليه بدا واضحًا وانعكس على تطور مسارها.

بن غفير عنوانًا للأخبار

صحيفة الأخبار هي الأخرى كان عنوانها الرئيسي: القاهرة تحذر من المساس بالمقدسات الدينية في القدس، بينما جاء عنوانها الفرعي ليشير لاتصالات أجراها وزير الخارجية المصري مع نظيره الأردني لبحث تداعيات اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.

كما نشرت الصحيفة حوارًا لأحد محرريها مع الدكتور شريف مختار، مؤسس وحدة الحالات الحرجة بمستشفى القصر العيني (كبرى المستشفيات الحكومية بالقاهرة)، أوضح فيه الدور الإنساني لأطباء مصر في مساندة الأشقاء الفلسطينيين. 

وبالصفحة الأخيرة بالأخبار، كتب جلال عارف، نقيب الصحفيين المصريين الأسبق، مقالًا بعنوان: الجريمة مستمرة.. لكن المؤامرة لن تمر!!، كشف فيه عن دوافع بنيامين نتنياهو من توسيع العمليات العسكرية بقطاع غزة، مرجعًا ذلك إلى الفضائح المستمرة التي تطارد رئيس الحكومة الإسرائيلي.

مقال جلال عارف – نقيب الصحفيين المصريين الأسبق بصحيفة الأخبار

واعتبر جلال عارف أنّ الأفعال الإسرائيلية في غزة عبارة عن مذابح وحشية وإبادة جماعية، ولا يمكن بحالٍ تصنيفها عمليات عسكرية، كما أكد الكاتب المصري على أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه رغم جسامة التضحيات، مستدعيًا حالات مماثلة سابقة كـ الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا وحتى ألمانيا النازية التي لجأت فيها القوى المتغطرسة للقوة وكان مصيرها الذهاب للكارثة.

الجمهورية تنقل: المساس بالمقدسات سيؤدي لانفجار المنطقة

صحيفة الجمهورية اتبعت الخط ذاته وأبرز عنوانها الرئيسي اقتحام المسجد الأقصى واستفزاز ذلك لمشاعر المسلمين، كما نقلت الصحيفة تحذير وزارة الخارجية المصرية من أن هذه التصرفات سوف تؤدي لانفجار الأوضاع بالمنطقة.

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها تقول إن الاعتداء المتواصل على الشعب الفلسطيني يعد عدوانًا على الأمة، وكذلك أوضحت الافتتاحية أن اقتحام المسجد الأقصى من قبل بن غفير يعتبر تصعيدًا خطيرًا تحذر منه مصر على أساس أنه يمكن أن يؤسس لموجة غضب واسعة ربما تؤدي لانفجار المنطقة على النحو الذي يهدد السلم والأمن الدوليين.

افتتاحية صحيفة الجمهورية

كما كتب أحمد أيوب، رئيس تحرير الجمهورية، مقالًا أثنى فيه على الشعب المصري الذي يصطف خلف قيادته مستشهدًا بتظاهرات عيد الفطر. وبخلاف ذلك، فقد تطرق إلى الدور المصري الذي يمثل الثقل الأكبر أمام مخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية، بينما شدد على أن هذا الدور طالما يؤرق مضاجع جماعة الإخوان، ومعتبرًا أن التظاهرات الشعبية والموقف الرسمي المصري من مخطط التهجير، يزعج الجماعة كما يزعج إسرائيل.

spot_imgspot_img