الفلسطينيين يطالبون الرياض بعدم التخلي عن مبادرة السلام العربية من عام 2002 (المعروفة أيضًا بالمبادرة السعودية).
انطلقت قمة الثلاثية، اليوم الأحد، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مدينة العلمين المصرية.
وكان قد وصل محمود عباس أبو مازن، في وقت سابق من اليوم، إلى مدينة العلمين بجمهورية مصر العربية، وكان في استقباله في الصالة الرئاسية بمطار العلمين الدولي، وزير الموارد المائية والري المهندس هاني سويلم، وسفير دولة فلسطين لدى مصر دياب اللوح .
وقال سفير السلطة الفلسطينية لدى مصر، دياب اللوح في بيان صحفي، أمس السبت، إن القمة “تأتي تجسيدا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وتوحيد الرؤى للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية”.
ويرافق الرئيس عباس خلال الزيارة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ, ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي ، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين بمصر دياب اللوح.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وصل إلى العاصمة الأردن عمان، الثلاثاء الماضي، في زيارة “غير معلنة”، إلتقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حسب وكالة “عمون” الأردنية.
ووفق ما صرح به سفير فلسطين لدى مصر دياب اللوح لإذاعة فلسطين الرسمية اليوم الأحد، فإن قمة العملين “دورية” وتحظى “بأهمية كبيرة في التنسيق والتعاون التشاور المستمر بين مصر والأردن وفلسطين”.
وقال اللوح إن القمة تبحث “كل ما له صلة بالشأن الفلسطيني والتطورات الدولية والإقليمية الحاصلة وانعكاساتها على مجمع الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن القمة يتخللها “التفكير في وضع إستراتيجية لمواجهة كل التحديات الماثلة أمامنا وما هو قادم أيضا من تطورات، وكيف نتعامل معها بما يخدم ليس فقط القضية الفلسطينية وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، لكن أيضا هموم ومشاغل تتعلق بالأشقاء”.
ووفق السفير الفلسطيني في مصر، فإن عباس “يحمل رسالة الشعب الفلسطيني ومطالبه بإنجاز حقوقه الوطنية الكاملة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن مصدر فلسطيني قوله: أن القادة في القمة الثلاثية سيناقشون الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مع السعودية وإسرائيل ومطالب الفلسطينيين في إطار مثل هذا الاتفاق، كما سيناقشون سبل التعامل مع رفض إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين، وتصعيد عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وبحسب المصدر، يسعى عباس للتنسيق مع الأردن ومصر بموقف موحد، سيتم نقله إلى الرياض وواشنطن، وبموجبه يجب أن يتضمن أي تقدم في الاتصالات بين إسرائيل والسعودية خطوات مهمة للفلسطينيين، وعلى حد قوله، يطالب عباس بتجنب منح “مكافأة” لحكومة “نتنياهو” على شكل اتفاقية ذات دلالات استراتيجية، دون اتخاذ خطوة سياسية مهمة على الساحة الفلسطيني.
رسالة “واضحة” للإسرائيليين في مسار التطبيع ..تعيين قنصل سعودي لدى السلطة والقدس دون التنسيق مع إسرائيل
وأضاف المصدر، أن الفلسطينيين يطالبون الرياض بعدم التخلي عن مبادرة السلام العربية من عام 2002 (المعروفة أيضًا بالمبادرة السعودية)، وأن أي خطوة تجاه إسرائيل ستكون بهذه الروح فقط.
وبحسب المصدر، فإن هذه الرسائل ستصل إلى البيت الأبيض عبر الملك عبد الله الذي يتوقع أن يزور واشنطن قريباً.
ونهاية يوليو الماضي، اجتمعت الفصائل الفلسطينية في العلمين.
ووفق مصادر دبلوماسية تحدثت لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن القمة ستؤكد موقف مصر والأردن بدعم الرئيس الفلسطيني إزاء أي إجراءات من شأنها المساس بثوابت القضية الفلسطينية، مع تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وشددت المصادر على أن “القمة الثلاثية ستعلن رفض إحداث أي تغيير أحادي على الأرض من شأنه المساس بحقوق الفلسطينيين ودولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقال القيادي بحركة فتح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أيمن الرقب، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذه القمة الطارئة تأتي في ظروف صعبة للغاية للقضية الفلسطينية.
من جهته، يرى مدير البحوث في المركز الفلسطيني للدراسات والبحوث خليل شاهين أن الجانب الفلسطيني لا يمتلك زمام المبادرة، وأي تحرك له لا بد أن يسند بموقف عربي.
وأضاف شاهين في حديثه للجزيرة نت إلى أن أطراف القمة الثلاثية في مصر هي المشاركة في اجتماعيْ العقبة وشرم الشيخ، والتي وافقت على المقاربة الأمنية لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى عدم التزام إسرائيل بأي جزء يتعلق بالترتيبات الأمينة التي يرى أنها جاءت لخدمتها، وتدفع باتجاه تحويل السلطة إلى مجرد وكيل أمني لها، دون أن تعطي أي شيء.
ووفق شاهين، فإن “الحراك الفلسطيني يريد أن يختار أهون الشرور وهو عدم حدوث تطبيع متسارع يكون على حساب الجانب الفلسطيني، خصوصا أن إسرائيل تريد أن تدخل التطبيع من أوسع باب وهو باب السعودية الذي يفتح لها أبواب مزيد من دول المنطقة والعديد من الدول الإسلامية في حال تحققه”.
ومنذ عام 2014 لا توجد مفاوضات سياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ولم يفلح اجتماعا العقبة وشرم الشيخ الخماسيان برعاية أميركية في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين في تحقيق الهدوء توطئة لفتح مسار سياسي.