ذات صلة

أحدث المقالات

ترشيح ترامب لدوك بوشان سفيرًا في المغرب: تعزيز للعلاقات أم محاباة سياسية؟”

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد...

أمازيغ هولندا يحتفلون بهويتهم في دينهاخ لاهاي : ولاء متجدد للمغرب وثقافته العريقة

تحت شعار “توريث الثقافة الأمازيغية للأجيال الآتية”، شهدت العاصمة الإدارية الهولندية  دينهاخ (لاهاي) احتفالاً متميزًا بالسنة الأمازيغية الجديدة، نظمته المعهد المغربي الهولندي للدبلوماسية الموازية بشراكة مع فدرالية الجالية المغربية بهولندا  يوم السبت 22 فبراير 2025.

هذا الحدث لم يكن مجرد حفل عابر، بل كان مناسبة لترسيخ القيم الثقافية والوطنية، واستعراض الدور المحوري للجالية المغربية في صون الهوية الأمازيغية وتعزيز ارتباطها بالوطن الأم، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

حضور رسمي يعكس الاهتمام الملكي 

حظي الحفل بحضور شخصيات بارزة، يتقدمهم السيد محمد بصري، سفير المملكة المغربية بهولندا، الذي أكد في كلمته على المكانة التي تحظى بها الأمازيغية في المغرب، مستشهداً بخطاب جلالة الملك الذي شدد على ضرورة ترسيم اللغة الأمازيغية وتدريسها في المؤسسات التعليمية، وذلك في إطار التعددية الثقافية التي تجعل من المغرب نموذجًا للتعايش والوحدة الوطنية تحت راية واحدة وملك واحد.

كما شهد الحفل مشاركة السيد أحمد أبو طالب، العمدة السابق لمدينة روتردام، الذي شدد بدوره على الخطابات الملكية التي تدعم الجالية المغربية في الخارج، وتؤكد على دورها الفاعل في ازدهار الاقتصاد المغربي.

كما نوّه بأهمية الثقافة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من المكونات الثقافية المغربية المتنوعة، والتي تُعد رافدًا أساسيًا في تعزيز الروابط بين الجالية المغربية ووطنها الأم.

الهوية الأمازيغية: ركيزة متينة لوحدة المغرب

لم يكن الحفل مجرد مناسبة ثقافية، بل حمل في طياته رسائل وطنية عميقة، حيث أكد السيد إدريس أبضالص، رئيس المعهد المغربي الهولندي للدبلوماسية الموازية، على تشبث مغاربة هولندا بثوابت المملكة المغربية ومقدساتها، مشددًا على أن أبناء الجالية المغربية في الخارج هم سفراء للهوية الوطنية، يعملون بكل الوسائل المتاحة لخدمة الوطن وتعزيز إشعاعه الثقافي والدبلوماسي.

فهل يمكن اعتبار هذا الحدث مجرد احتفال تقليدي، أم أنه يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز الحضور الأمازيغي في المشهد الثقافي المغربي داخل وخارج الوطن؟

الإبداع الفني في خدمة التراث

لم تقتصر أجواء الحفل على الكلمات الرسمية، بل كانت مناسبة للاحتفاء بالفنون الأمازيغية الأصيلة، حيث تخلل الحفل عروض فنية ولوحات تراثية من مختلف جهات المملكة، عكست ثراء وتنوع الموروث الثقافي المغربي.

وقدمت فرق فنية معروفة وصلات موسيقية ورقصات تقليدية أعادت للأذهان العمق التاريخي والروحي للحضارة الأمازيغية.

إلى أي مدى يمكن لمثل هذه المبادرات أن تساهم في ترسيخ الهوية الأمازيغية بين الأجيال الجديدة من أبناء الجالية المغربية في المهجر؟

رسالة الولاء والتلاحم الوطني

في ختام الحفل، توحدت أصوات الحاضرين في الدعاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سائلين الله له الشفاء والسداد في مساعيه الرامية إلى تحقيق الازدهار والاستقرار للمغرب.

كانت لحظة رمزية تعكس عمق الولاء والانتماء الذي يحمله مغاربة العالم لوطنهم الأم، مؤكدين أن هويتهم الأمازيغية لا تنفصل عن انتمائهم الوطني، بل هي جزء أساسي من وحدة المملكة المغربية، التي لطالما شكلت نموذجًا للتعايش والانفتاح.

فهل نشهد في المستقبل مزيدًا من مثل هذه الفعاليات التي تعزز الروابط الثقافية والوطنية بين الجالية المغربية ووطنها؟ وهل يمكن لهذه الاحتفالات أن تصبح تقليدًا سنويًا يُرسخ دور الجالية المغربية في الدبلوماسية الثقافية؟

ختامًا: احتفال يحمل أبعادًا وطنية عميقة

يؤكد هذا الحدث أن الثقافة الأمازيغية ليست مجرد تراث ماضٍ، بل هي حاضرٌ ومستقبلٌ ينبض بالحياة. إنه احتفال يعكس الهوية المغربية المتجذرة، ويؤكد أن مغاربة العالم، أينما كانوا، يظلون أوفياء لثقافتهم وهويتهم الوطنية، حاملين معهم مشعل الحضارة المغربية أينما حلّوا وارتحلوا.

فهل نشهد في المستقبل القريب تعزيزًا لهذه المبادرات الثقافية، وتوسيع نطاقها لتشمل دولًا أخرى تحتضن الجالية المغربية؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، ولكن المؤكد هو أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية في دينهاخ لاهاي لم يكن مجرد حدث عابر، بل خطوة جديدة نحو ترسيخ الهوية الأمازيغية وتعزيز الانتماء الوطني في قلب أوروبا.

spot_imgspot_img