في مهرجان Visa For Music، حيث تتداخل موسيقى العالم مع تصدّعات الهويات المعاصرة، برز حضور الفنان السنغالي أوادي ديدير ليس كفنان يؤدّي على خشبة، بل كصوت جماعي يعيد وصل ما انقطع بين تراث إفريقيا وحاضرها المتحوّل.
لقاؤنا معه لم يكن مجرد حديث عابر مع مغنٍّ وملحن وممثل مخضرم، بل كان نافذة على مسار فنان يحمل في صوته ما يشبه الأرشيف الحيّ لإيقاعات غرب إفريقيا، من السيرير إلى الولوف، ومن الجذور الطقوسية للطبل الإفريقي إلى الحداثة التي صارت اليوم لغة كونية.
بين الفولكلور والحداثة… مشروع فني يفاوض الزمن
يمتاز ديدير بقدرة نادرة على جعل الموسيقى حوارًا بين زمنين:
-
زمن الجذور الذي ينهض على الإيقاع الخام، والصوت الجماعي، والحكاية الشعبية،
-
وزمن اليوم الذي يميل إلى التجريب، التكنولوجيا، والأداء العالمي متعدد الطبقات.
هذا المزج لا يأتي عنده على شكل “خلطة موسيقية”، بل مشروع فكري وفني يطرح سؤالًا أكبر:
كيف يمكن للفنان الإفريقي أن يحافظ على ذاكرته الموسيقية دون أن يصبح أسيرها؟
طاقة على الخشبة… وروح تُشعل الفضاء
في عروضه، يذهب ديدير بعيدًا في تحويل المسرح إلى تجربة مجتمعية.
الجمهور لا يصفق فقط، بل يتورّط وجدانيًا.
يشارك، يرّد، يتحرك، لأن طاقة ديدير ليست طاقة معزولة عن السياق الاجتماعي، بل طاقة نابعة من فهم عميق لفلسفة الأداء الإفريقي حيث:
الموسيقى ليست فنًا فقط… إنها طريقة لقراءة العالم.



