نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل أمس الأربعاء، عدة غارات على الأراضي السورية، من بينها غارات استهدفت قاعدة تي فور الواقعة بمدينة تدمر بريف حمص.
وتكررت الغارات الجوية الإسرائيلية ضد قاعدة تي فور السورية على مدار الفترة الماضية، حيث تركز إسرائيل على هذه القاعدة – من بين قواعد أخرى – لإخراجها من الخدمة وتدمير القدرات العسكرية بها.
وتبعد قاعدة تي فور مسافة 60 كيلومترًا شرق مدينة حمص، وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن توجه قوافل عسكرية تابعة للجيش التركي نحو القاعدة على مدار اليومين الماضيين.
وتسعى أنقرة لإقامة قاعدة جوية بتدمر بحسب وزارة الدفاع التركية التي قالت إن الغرض من إقامة القاعدة هو التدريب وبناءًا على طلب مقدم من الحكومة السورية.
ماذا تقول المصادر عن التوسع العسكري في تدمر؟
بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية التي نقل مراسلها بأنقرة بعضًا من ملامح الخطة التركية للتوسع في تدمر، فإن قاعدة تي فور سوف يتم تأهيلها لتصبح قادرة على دعم العمليات العسكرية وكذلك الاستخباراتية.
وبجانب ذلك، قال مراسل الشرق الأوسط، إن تركيا سوف تزود القاعدة بشبكة دفاع جوي محلية الصنع وبطائرات مسيرة لأغراض الاستطلاع والهجوم، بهدف مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وأيضًا بناء حائط صد أمام الضربات الجوية الإسرائيلية.
صحيفة الشرق الأوسط كشفت كذلك عن أن أنقرة ربما تلجأ لنشر منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400 بالمنطقة، وإن كانت أشارت إلى أن هذه الخطوة تتطلب مقدمًا موافقة حكومة موسكو.
رسالة لـ أحمد الشرع
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مسؤول دفاعي إسرائيلي أن الغارات الإسرائيلية على قاعدة تي فور تعد رسالة موجهة لـ أحمد الشرع، الرئيس السوري، ومفادها أن تل أبيب لن تقبل بوجود ما يعيق حركتها بالمجال الجوي السوري، وبخلاف أن ذلك يعد من وجهة النظر الإسرائيلية، تهديدًا محتملًا.
وبصفةٍ عامةٍ تراقب إسرائيل التعاون المتنامي بين تركيا وحكومة أحمد الشرع السورية وتنظر إليه بقلق، وقد عقدت مناقشات مؤخرًا شملت القيادات السياسية والأمنية بإسرائيل بشأن هذا التعاون.
ووفقًا لـ جيروزاليم بوست التي كشفت عن مصدر أمني، فإن القيادة الإسرائيلية ترى أن أحمد الشرع، إسلامي بامتياز ولديه أهداف قصيرة وطويلة المدى، موضحةً أن أهدافه طويلة المدى لن تتغير.
كذلك اعتبر المصدر الأمني الإسرائيلي الذي نقلت عنه جيروزاليم بوست، أن الشرع عدوٌ لإسرائيل ويعمل على رفع العقوبات عن سوريا، مشيرًا إلى أن رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، يتوسط في هذا الصدد، ومؤكدًا على أنه دون رفع العقوبات عن سوريا فإن مصير حكومة الشرع سوف يكون السقوط.