ذات صلة

أحدث المقالات

“المغرب على أعتاب حرب تجارية عالمية: هل يصبح البوابة الصناعية بين الصين وأوروبا؟”

في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة، يبرز المغرب كنقطة...

الدبيبة وملف الصحراء المغربية: انحياز أم مناورة سياسية؟

في خطوة أثارت الجدل وفتحت الباب أمام العديد من...

“إصلاح مدونة الأسرة: رؤية ملكية توازن بين الشريعة الإسلامية وعدالة القيم الكونية”

في خطوة جديدة تُجسّد الرؤية الملكية، ترأس صاحب الجلالة...

التنسيق العربي بعد سقوط نظام الأسد.. هل يقود لإعادة بناء سوريا؟

الإمارات تبحث تطورات سوريا مع سلطنة عمان والكويت والمغرب...

إيدي كوهين وعبد اللطيف آل الشيخ: معركة تويتر التي كشفت هشاشة التطبيع العربي-الإسرائيلي

التوترات بين إسرائيل والدول العربية: كيف أثرت منصات التواصل الاجتماعي في الصراع الدبلوماسي؟

على مدار العقود الأربعة الماضية، استطاعت إسرائيل تحقيق إنجازات دبلوماسية هامة من خلال تطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية. هذه العلاقات شهدت تطورًا كبيرًا، خاصة مع توقيع “اتفاقيات أبراهام” التي فتحت آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات. ولكن الهجوم الذي شنته حركة حماس في أكتوبر 2023 جاء ليخلط الأوراق ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر، مهددًا بعودة المنطقة إلى حالة التوتر السابقة. في خضم هذه التطورات، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بمواجهات لفظية حادة بين شخصيات مؤثرة من الجانبين، مثل الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين والسعودي عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ، مما أضفى بُعدًا جديدًا على هذا الصراع.

التطبيع: رحلة طويلة نحو القبول المتبادل إسرائيل، التي كانت تسعى منذ عقود لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية، حققت قفزة نوعية من خلال “اتفاقيات أبراهام”. هذه الاتفاقيات لم تكن مجرد خطوة دبلوماسية، بل كانت تحوّلًا في العلاقة بين إسرائيل وعدة دول عربية، مما أدى إلى تعاون اقتصادي وأمني غير مسبوق. كانت الآمال كبيرة في أن هذه العلاقات ستؤدي إلى استقرار طويل الأمد في المنطقة.

هجوم حماس: الكلفة العالية لإعادة ترتيب الأوراق هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كان تحديًا مباشرًا لعملية التطبيع. الحركة استطاعت أن تعيد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى صدارة الاهتمام العالمي والإقليمي، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار الذي كانت تسعى إليه اتفاقيات أبراهام. على الرغم من الثمن الباهظ، نجحت حماس في التأثير على المناخ السياسي والدبلوماسي في المنطقة، وأجبرت الدول العربية على إعادة تقييم موقفها من إسرائيل.

التراشق بين كوهين وآل الشيخ: انعكاس لتوتر أعمق على منصة “تويتر”، تصاعد التوتر بين الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين والسعودي عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ في سلسلة من التغريدات التي عكست الانقسام الكبير الذي بدأ يظهر في المنطقة.

آل الشيخ انتقد نتنياهو وإعلامه باعتبارهم “العدو الخفي لإسرائيل”، مما أثار رد فعل حاد من كوهين، الذي اعتبر أن أي تطاول على إسرائيل لن يمر دون رد. هذه المواجهة على منصات التواصل الاجتماعي تعكس مدى هشاشة العلاقات الجديدة بين إسرائيل والدول العربية، ومدى تأثير الأحداث الأخيرة عليها.

إعادة ترتيب الأوراق: هل ضاعت الإنجازات هباءً؟ بعد الهجوم وتزايد التوترات، يبدو أن الكثير من الإنجازات التي حققتها إسرائيل على مدار 40 عامًا قد تكون في خطر. بعض الدول العربية بدأت تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل، وربما تعيد تقييم مواقفها من التطبيع. في هذا السياق، قد يُنظر إلى التراشق بين كوهين وآل الشيخ كنموذج صغير على التوترات الأعمق التي تتفاعل في المنطقة.

خاتمة: ما بين التطبيع والتوترات المتصاعدة، تجد إسرائيل نفسها في موقف معقد حيث تحاول الحفاظ على ما حققته من إنجازات دبلوماسية بينما تواجه تحديات جديدة. هجوم حماس والتراشق اللفظي بين كوهين وآل الشيخ ليسا سوى مؤشرات على حالة الغليان التي تشهدها المنطقة، والتي قد تعيد رسم خريطة العلاقات في الشرق الأوسط.

spot_imgspot_img