المحادثات مع موريتانيا بلغت قدرا أكبر من النضوج لا سيما أن علاقات دبلوماسية جمعت بين البلدين في السابق انتهت باندلاع عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة عام 2010
كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أنّ إسرائيل تجري مفاوضات مع أربع دول عربية وإسلامية لضمها لاتفاقات التطبيع المعروفة باسم “اتفاقيات أبراهام”.
وقالت الصحيفة، في تقرير موسع لها، اليوم الثلاثاء، إنّ المفاوضات من أجل التطبيع تجري مع كل من موريتانيا، والصومال، وإندونيسيا، والنيجر.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه التطورات تأتي، في الوقت الذي تراجعت فيه “حرارة” المساعي لضمّ السعودية إلى هذه الاتفاقات “بفعل الأزمة في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، يعكف على هذا الملف أخيراً، وأنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومسؤولين أميركيين رفيعي المستوى من بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والوسيط في المحادثات مع لبنان، عاموس هوكشتاين، ينشطون في هذا الملف وراء الكواليس.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ المفاوضات مع موريتانيا (كانت لها في السابق علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بين عامي 1999 و2011 هي الأكثر تقدماً)، وطالب كوهين خلال زيارته لألمانيا ولقائه وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك بأن تساعد برلين في إحراز تقدم في هذه المفاوضات، لا سيما مع موريتانيا والنيجر.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الالتفات للصومال جاء بفعل إشارات صدرت عن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بالذات، وأنّ إسرائيل تملك مصلحة في مثل هذه العلاقات بفعل الموقع الجغرافي للصومال.
وترى إسرائيل أهمية العلاقات مع النيجر لكونها دولة مصدِرة لليورانيوم، وتأمل في حال نجحت بإقامة علاقات معها، أن تتمكن من منع بيع اليورانيوم لدول معادية لها، وتغيير نمط تصويت النيجر في المحافل الدولية.
أما إندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية، فقد سبق وأن نشرت الصحيفة تقارير في الماضي عن احتمال إقامتها علاقات رسمية مع إسرائيل، وهي التي ترتبط معها، بحسب الصحيفة، بعلاقات اقتصادية وتجارية وسياحية غير مباشرة.
على صعيد آخر، يحاول الوزير كوهين تأسيس بداية علاقات مع إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم.
ولا تقيم إندونيسيا علاقات رسمية مع “إسرائيل”، ولكن في السنوات الأخيرة أقيمت علاقات غير رسمية بين البلدين في مجالات التجارة والتكنولوجيا والسياحة.
ومع ذلك، فإن الاتفاقات والاحتفالات، فضلا عن انفراج رسمي مع الدول الأربع، يجب أن تنتظر حتى نهاية شهر رمضان في 20 أبريل.
في العالم الإسلامي، سيرصدون عن كثب تعامل الحكومة مع العمليات في الشهر المقبل، إذا كان هناك أي شيء، ولكن بشكل أساسي قضية الحرم القدسي والحفاظ على الوضع الراهن هناك.
ولهذا وافقت “إسرائيل” على عقد لقاء رسمي في الأردن لمحاولة السيطرة على الأجواء قبل الأيام المتوترة في القدس مع الأردن والسلطة الفلسطينية.
مقياس التوتر لا يزال عاليا جدا وقد يبطئ التقدم المحرز حتى الآن مع البلدان الأربعة.
وستحاول كل من “إسرائيل” والولايات المتحدة العمل حتى لا تؤدي الأيام المتوترة إلى انتكاسة للجهود التي تم تحقيقها حتى الآن.