بوركينا فاسو توقع اتفاقاً عسكرياً مع المغرب: نجاح سياسة “رابح – رابح” واستثمار رؤية الملك محمد السادس
وقعت بوركينا فاسو والمغرب مؤخرًا اتفاقًا في مجال التعاون العسكري، مما يعكس نجاح سياسة المغرب القائمة على مبدأ “رابح – رابح” وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. جاء توقيع الاتفاق بعد زيارة وزير الدولة البوركينابي، اللواء كاسوم كوليبالي، إلى الرباط، حيث التقى بالوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لودي، وذلك بحضور الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية.
تفاصيل الاتفاق:
الاتفاق يهدف إلى تعزيز التعاون بين المغرب وبوركينا فاسو في عدة مجالات تشمل التكوين والتدريب، والتمارين العسكرية، والدعم التقني، وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى الصحة العسكرية. هذه المجالات تعكس رغبة بوركينا فاسو في الاستفادة من الخبرة المغربية لتحسين قدراتها العسكرية.
تأثير سياسة “رابح – رابح”:
حسب الخبير في العلاقات الدولية، صبري الحو، فإن هذا الاتفاق يندرج في إطار السياسة المغربية طويلة الأمد في إفريقيا، التي تعتمد على التعاون الاقتصادي القائم على مبدأ “رابح – رابح”. المغرب قام بتوسيع حضوره في القارة عبر شراكات متعددة مع الدول الأفريقية، مما أسفر عن نتائج إيجابية، خاصة في ظل دعم المغرب للاتحاد الإفريقي واهتمام الملك محمد السادس بتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية.
الرؤية الملكية وأثرها:
الملك محمد السادس كان له دور محوري في تشكيل السياسة الخارجية للمغرب تجاه إفريقيا. عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017 والزيارات المتعددة التي قام بها الملك إلى دول القارة، تعكس اهتمام الرباط العميق بالقضايا الإفريقية وتفانيها في بناء شراكات استراتيجية. رؤية الملك في تعزيز التعاون الإقليمي وتجسير الفجوات الاقتصادية بين الدول الإفريقية، تجسدها هذه الاتفاقيات العسكرية التي تعزز من موقع المغرب كحليف موثوق ومؤثر في القارة.
الموقف تجاه القوى الأخرى:
المغرب، من خلال سياسته التشاركية، يثبت أنه ليس لديه أطماع في الأراضي الإفريقية، بل هو شريك فعال يلبي احتياجات الدول الأفريقية التي تسعى إلى تقوية قدراتها وتوسيع فرصها. هذا التوجه يميز المغرب عن القوى الأخرى مثل روسيا وتركيا وإيران، ويعزز من دوره كمركز موثوق للتعاون في القارة.
خاتمة:
توقيع اتفاق التعاون العسكري بين بوركينا فاسو والمغرب هو ثمرة لنجاح سياسة “رابح – رابح” ويعكس تأثير رؤية الملك محمد السادس في تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية. هذه الخطوة تسهم في تعزيز قدرة المغرب على الاستمرار في لعب دور محوري في القارة، بما يحقق مصالحه ويعزز من التعاون الاستراتيجي في المنطقة.