أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، السبت، أن الرئيس السوري بشار الأسد من المتوقع أن يزور الصين خلال الأسابيع المقبلة. وفي حال تمت الزيارة، فستكون الزيارة الأولى إلى هناك منذ الانتفاضة ضده عام 2011.
ونقلًأ عن مسؤولين كبار في سوريا قولهم إن الزيارة المعنية ستكون مهمة للغاية، ومن المتوقع أن يلتقي خلالها الأسد بالرئيس الصيني شي جين بينغ، في مراسم رسمية.
وقالت مصادر دبلوماسية في الشرق للصحيفة، إنه من المنتظر أن يزور وفد سوري رفيع المستوى بكين، لعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الصينيين. ويتم التركيز على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين والدور الصيني في مساعدة سوريا على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها.
وفي آذار/مارس الماضي، ولأول مرة أيضاً منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، التقى الأسد بحاكم دبي محمد بن راشد في الإمارة.
وبحسب المكتب الرئاسي السوري، بحث الأسد وبن راشد تعزيز التعاون بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري. وحضر اللقاء أيضا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومسؤولون من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، تجدد سوريا علاقاتها مع دول الخليج بعد سنوات من القطيعة بسبب الحرب في سوريا، والتي تم خلالها طردها أيضا من الجامعة العربية. وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، فإن الولايات المتحدة منزعجة مما يتم تصويره على أنه محاولة لإضفاء الشرعية على نظام الأسد.
وفق الصحيفة، تعتبر الزيارة سياسية أولًا، إذ تؤكد حرص الصين على تثبيت شرعية الأسد على المستوى الدولي، رغم محاولات الأميركيين عرقلة مسار المصالحة العربية ـ السورية، وحرمان النظام من “استثمار التقدّم السياسي ببسط السيطرة الكاملة على الأرض السورية وإيقاف الانهيار الاقتصادي والنزيف الاجتماعي وعرقلة أي جهود لإعادة الإعمار”.
كما تؤكّد الزيارة رغبة الصين بتوسيع دورها وحضورها في الشرق الأوسط، وتوجيه رسائل إلى الإدارة الأميركية عن تجاهل المآخذ الغربية التي كان الصينيون “يراعونها” في السنوات الماضية.
ولفتت الصحيفة إلى وجود بعد اقتصادي للزيارة، يتمثل بالحصار الاقتصادي الذي يعانيه النظام، فضلًا عن تحفيز الصين لتفعيل خطط “الحزام والطريق”، كون سوريا تقع على أحد الخطوط المحتملة لهذا الخط الاقتصادي.
ويدفع التنافس الصيني- الهندي، وزيادة حضور الهند في الشرق الأوسط، بكين، نحو البحث عن خطوط أكثر ثباتًا، وسط الضغوط الأمريكية على إسرائيل لإخراج الشركات الصينية من ميناء حيفا.
وتعتبر الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، ودعمته سياسيًا واقتصاديًا وماليًا منذ انطلاق الثورة السورية، إذ عرقلت منذ 2011 عدة قرارات تدينه في مجلس الأمن الدولي، عبر استخدامها حق “النقض” (الفيتو)، إلى جانب روسيا.
يرى الباحث الاقتصادي خالد تركاوي، في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن الصين تريد الوصول إلى أسواق المنطقة وشواطئ البحر المتوسط بالعموم، بهدف ترسيخ مشروعها الاقتصادي بترويج المنتج الصيني وإيصاله إلى العالم.
كما أشار إلى أن “العلاقة الطيبة” التي تجمع الطرفان، هو أن سياسة دولة الصين الداخلية المشابهة لسياسة النظام، إذ تُعتبر دولة “ديكتاتورية” يسيطر عليها حزب جماهيري واحد، ويسعى لإسكات أصوات المعارضين له، وهو من مبدأ “الطيور على أشكالها تقع”، حسب الباحث.