ذات صلة

أحدث المقالات

المهدي بنسعيد كرجل مرحلة: رؤية متكاملة للشباب والصحافة والثقافة في المغرب

شهدت الدورة 23 للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة لحظات احتفاء...

مايك والتز: خطة اليوم التالي لغزة ليس بالمهمة اليسيرة.. والمنطقة قد تدخل في صراع أبدي

سلّط مايك والتز، السفير الأمريكي الحالي لدى الأمم المتحدة،...

السلطنة تشرق في الرباط: ضيف شرف يفتح آفاقاً جديدة للسينما العربية

تواصل الرباط ترسيخ مكانتها كعاصمة للسينما والفن السابع في العالم العربي وإفريقيا، عبر احتضانها للدورة الجديدة من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، الذي نجح خلال سنوات قليلة في التحول إلى منصة حقيقية للحوار السينمائي وتلاقي الثقافات. وفي هذه الدورة المميّزة، تألّقت سلطنة عُمان كضيف شرف، في خطوة تعكس انفتاح المغرب على التجارب العربية الواعدة، ودوره الريادي في دعم وتطوير المشهد السينمائي الإقليمي.

إن اختيار عُمان ليس حدثاً بروتوكولياً عابراً، بل هو اعتراف مغربي رسمي – من خلال وزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي – بنهضة السينما العُمانية التي بدأت تشق طريقها بثبات إلى منصات المهرجانات الدولية. وقد أتاح حضورها في الرباط فرصة ذهبية لتقديم أصوات ومواهب عُمانية جديدة، تحمل رؤى متجددة وتطرح أسئلة فنية تعكس خصوصية المجتمع العُماني وتاريخه وثراءه الثقافي.

على هامش الفعاليات، كان اللقاء مع نخبة من صناع السينما في عُمان لقاءً فكرياً بامتياز؛ محادثات غنية بالأفكار، عميقة الرؤية، تُبرز إيمانهم بالدور الإبداعي للسينما كمساحةٍ للتفكير والتغيير. استشرافهم لمستقبل الفن السابع بدا واضحاً في كل كلمة، وفي كل مشروع يطمحون إلى تحقيقه.

ما تحقق في الرباط هو جسر ثقافي حقيقي يربط بين تجربتين سينمائيتين تكمل كل واحدة منهما الأخرى:

  • من جهة، المغرب بخبرته الممتدة وتاريخه العريق في الإنتاج السينمائي وإشعاعه الدولي،

  • ومن جهة أخرى، عُمان، بطاقةٍ شابة تسعى إلى تثبيت مكانتها على الخريطة العالمية بفضل دعم مؤسسي متصاعد وإبداع متجدد.

إنّ هذا التقارب الفني يعكس رؤية مغربية واضحة:
تحويل المهرجانات الوطنية إلى محركات استراتيجية للدبلوماسية الثقافية، وتعزيز دور المملكة مركزاً عربياً وإفريقياً لصناعة السينما.

وبهذا الحضور العُماني المُشرق، أثبت مهرجان سينما المؤلف مرة أخرى أنه ليس مجرد تظاهرة فنية، بل مشروع ثقافي كبير يضع الرباط في قلب دينامية دولية، تجمع بين الإبداع والهوية والانفتاح على شركاء جدد من الوطن العربي والعالم.

فالسينما، هنا في المغرب، ليست شغفاً فردياً ولا حدثاً موسمياً؛ إنها اختيار دولة، تتقدمه وزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي، وتدعمه رؤية ملكية تسعى إلى جعل الثقافة رافعةً للتنمية، ومعبراً للحوار الحضاري، وجسراً يربط الشعوب ويحتفي بتنوّعها.

spot_imgspot_img