تواصل الرباط ترسيخ مكانتها كعاصمة للسينما والفن السابع في العالم العربي وإفريقيا، عبر احتضانها للدورة الجديدة من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، الذي نجح خلال سنوات قليلة في التحول إلى منصة حقيقية للحوار السينمائي وتلاقي الثقافات. وفي هذه الدورة المميّزة، تألّقت سلطنة عُمان كضيف شرف، في خطوة تعكس انفتاح المغرب على التجارب العربية الواعدة، ودوره الريادي في دعم وتطوير المشهد السينمائي الإقليمي.
إن اختيار عُمان ليس حدثاً بروتوكولياً عابراً، بل هو اعتراف مغربي رسمي – من خلال وزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي – بنهضة السينما العُمانية التي بدأت تشق طريقها بثبات إلى منصات المهرجانات الدولية. وقد أتاح حضورها في الرباط فرصة ذهبية لتقديم أصوات ومواهب عُمانية جديدة، تحمل رؤى متجددة وتطرح أسئلة فنية تعكس خصوصية المجتمع العُماني وتاريخه وثراءه الثقافي.
على هامش الفعاليات، كان اللقاء مع نخبة من صناع السينما في عُمان لقاءً فكرياً بامتياز؛ محادثات غنية بالأفكار، عميقة الرؤية، تُبرز إيمانهم بالدور الإبداعي للسينما كمساحةٍ للتفكير والتغيير. استشرافهم لمستقبل الفن السابع بدا واضحاً في كل كلمة، وفي كل مشروع يطمحون إلى تحقيقه.
ما تحقق في الرباط هو جسر ثقافي حقيقي يربط بين تجربتين سينمائيتين تكمل كل واحدة منهما الأخرى:
-
من جهة، المغرب بخبرته الممتدة وتاريخه العريق في الإنتاج السينمائي وإشعاعه الدولي،
-
ومن جهة أخرى، عُمان، بطاقةٍ شابة تسعى إلى تثبيت مكانتها على الخريطة العالمية بفضل دعم مؤسسي متصاعد وإبداع متجدد.



