ذات صلة

أحدث المقالات

مكانة الدبلوماسية الملكية الحضارية المغربية في العلاقات الدولية

رغم أن القانون الدولي العام من خلال ميثاق الأمم...

حين تضلّل الكاميرا الحقيقة: كيف شوّه بعض الإعلام العربي صورة “كان 2025” في المغرب؟

التضليل الإعلامي في تغطية كأس أمم إفريقيا بالمغرب: قراءة...

الرؤية السديدة للدبلوماسية الملكية الاقتصادية قاطرة للريادة الإفريقية

  تميزت المملكة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس...

المغرب والإمارات.. وطن واحد يتنفس من رئة التاريخ المشترك

المغرب والإمارات: نحو وحدة استراتيجية تتجاوز الجغرافيا

في زمن تتبدل فيه التحالفات الإقليمية وتُعاد فيه صياغة معاني السيادة والتضامن، يُمثّل النموذج المغربي-الإماراتي أحد أبرز تجليات الوحدة الصامتة والعميقة، التي تُبنى على تراكمات تاريخية، ورؤية استراتيجية، وقيم سياسية مشتركة.

إن ما يجمع المغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة يتجاوز بروتوكولات العلاقات الثنائية ليصل إلى حدود الطموح الوحدوي الذي لطالما راود الضمير العربي في لحظاته المضيئة.

لقد آن الأوان للقول بوضوح: المغرب والإمارات بلدٌ واحد، بعملةٍ واحدة، وجواز سفرٍ واحد، رغم المسافة.

منذ اللحظات الأولى لتأسيس دولة الإمارات، وقف المغرب في الصفوف الأولى، ليس فقط داعمًا سياسيًا داخل المنتظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بل شريكًا في بناء المؤسسات الحيوية للدولة الحديثة: من سك عملة الدرهم، إلى تأطير مؤسسات الجيش والأمن والمخابرات، وصولًا إلى حمايتها من التهديدات الإقليمية، خصوصًا تلك القادمة من إيران.

ذلك الدور لم يكن ظرفيًا ولا مشروطًا، بل نابعًا من إيمان عميق بأن أمن الإمارات واستقرارها هو من صميم الأمن القومي المغربي، تمامًا كما أن استقرار المغرب هو ركيزة من ركائز التوازن العربي الخليجي. لقد جسّد المغرب دور “الضامن الصامت” في لحظة التأسيس، والداعم الوفي في لحظات الخطر.

السؤال اليوم لم يعد هل هناك تحالف؟ بل: كيف يمكن ترجمة هذه الوحدة الرمزية إلى وحدة مؤسساتية؟ كيف ننتقل من أخوّة تاريخية إلى تكامل فعلي يشمل الاقتصاد، الأمن، والهوية المشتركة؟

ربما آن الأوان للتفكير في خطوات جريئة تعيد رسم معالم العلاقة: اتحاد اقتصادي شامل، اعتراف متبادل بالهويات، وربما، في المستقبل، صيغة مشتركة لجواز سفر موحد أو عملة متداولة في أفق اتحاد مغاربي-خليجي.

إن المغرب، من خلال هذا المسار، لا يدعم الإمارات فحسب، بل يراهن على وحدة عربية حديثة، عقلانية، قائمة على الفعل لا الخطابة، وعلى المصير المشترك لا المصلحة الآنية.

وهكذا يتحول التاريخ من ذكرى إلى مشروع، ومن تضامن سياسي إلى اندماج استراتيجي، عنوانه: وحدة الإرادة، وحدة المسار، ووحدة المصير.

spot_imgspot_imgspot_imgspot_img