ذات صلة

أحدث المقالات

مشروع قانون أمريكي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية: تحوّل تشريعي أم ورقة ضغط استراتيجي؟

في مشهد يعكس تزايد التداخل بين الدينامية التشريعية الأمريكية...

الأمم المتحدة تشيد بخطة الاستجابة للاجئين في مصر

أشادت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا،...

الوضع الإقليمي يضغط على الموارد.. مصر والأمم المتحدة تطلقان خطة الاستجابة للاجئين

أطلقت وزارة الخارجية والهجرة المصرية، بالتعاون مع المفوضية السامية...

من حرب الوثائق المفبركة إلى ارتباك الخصوم: هل بات المغرب رقماً صعباً في معادلات الإقليم؟

قراءة في خلفيات الهجمة الإعلامية على المغرب والسياق الجيوسياسي...

الخليج على صفيح ساخن: هل باتت المنطقة على أعتاب مواجهة أمريكية–إيرانية شاملة؟

قواعد أمريكية في حالة تأهب، زعماء الخليج يطالبون بضبط...

بأي حالٍ سوف يأتي ترامب إلى الشرق الأوسط؟

الشرق الأوسط بانتظار أن يأتي إليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منتصف هذا الشهر، لكي يجري زيارات للمملكة العربية السعودية ودولتي الإمارات العربية وقطر.

بأي حالٍ سوف يأتي ترامب للمنطقة؟

عندما تلامس طائرة الرئاسة الأمريكية أرض الشرق الأوسط، فإن ترامب حينها سوف يكون قد أعاد الاهتمام بحلفاء بلاده التقليديين والأصليين بالمنطقة كـ الرياض وأبوظبي، وبالرغم من أن الصفقات التي يتوقع أن يبرمها رجل أمريكا الأول، وبخاصةً مع السعودية، يُقال إنها تتضمن موضوعات دفاعية، ولكن الأهم من ذلك هو احتمالات فتح هذه الزيارة آفاق التعاون بالمجال النووي السلمي بين الحكومتين الأمريكية والسعودية، ولا جدال على أن ذلك التعاون يزيد علاقات واشنطن بالرياض متانة ورسوخًا ويجعل التنسيق المشترك بينهما حيال الملفات الإقليمية أكثر وأكثر.

أما دولة قطر ومساعيها مع الأطراف الأخرى لوقف الحرب بقطاع غزة المنكوب بالاشتراك مع قوى إقليمية أخرى فاعلة وأهمها جمهورية مصر العربية، فهي عاصمة شرق أوسطية تحظى بدعم الرئيس الأمريكي وتعدُ مرتكزًا لسياسات واشنطن بالمنطقة.

يُقرر أن يتزامن وصول ترامب أيضًا للمنطقة مع حلول الجولة الرابعة للمفاوضات النووية الأمريكية – الإيرانية، وهي مفاوضات بدأت تحت ضغطٍ شديدٍ بعدما تكدست الأسلحة الأمريكية بالمنطقة حتى فهم حائك السجاد الإيراني – هذه المرة – أن راعي البقر الأمريكي يريد حلًا سياسيًا سريعًا، ومن ثمّ انتقلت الاحتمالات تجاه التوصل لاتفاقٍ جديدٍ من خانة الفرصة المعدمة إلى خانة الفرصة الضئيلة، وهذا بحالٍ من الأحوال مؤشر جيد عندما يضاف إليه إقالة ترامب لـ مستشاره للأمن القومي، مايكل والتز، الذي كان مؤيدًا لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتوجيه ضربات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني.

على صعيد ملف آخر من الملفات الحارقة بالمنطقة، وهو الملف السوري، يسود حاليًا توافق بين أمريكا وتركيا بشأن تلكما الملف، ويدعم ترامب نظيره رجب طيب أردوغان في رؤيته للوضع السوري، وبجانب قيام ترامب مؤخرًا بسحب جزء من قوات بلاده المتمركزة بسوريا، وخطوة كهذه تُفهم بأنها تعزز من السيطرة التركية على البلد العربي المرهق.

كيف ينظر نتنياهو لهذه الزيارة في ظل تلك المتغيرات؟

هناك رجلٌ صار محبطًا من سياسات ترامب تلك تجاه المنطقة، اسمه بنيامين نتنياهو، وإذا كانت التفاهمات والمشاورات بين البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لا تزال عند مستوى التنسيق الوثيق، ولكن رؤى ترامب ونتنياهو صارتا متباينتين نحو الطريقة التي يجب أن تسير بها الأمور بالشرق الأوسط.

التواصل الأمريكي – السعودي عند هذا المستوى العالي لا يريح نتنياهو، وهو يرى أيضًا أن ترامب أرجأ الخيار العسكري ضد إيران واستبدله بالمسار السياسي وأزاح مستشاره للأمن القومي، والتز، المنسجم مع توجهه – نتنياهو – بشأن كيفية التعامل مع إيران، ثم سمح لأردوغان بمساحة أكبر بسوريا، وهو وسط كل ذلك – نتنياهو – لا يملك من الأدوات التي يمكن عبرها إثناء الرئيس الأمريكي عن هذه المواقف، وذلك ما يجعله محبطًا.

بالإضافة لما سبق، يشعر نتنياهو بأن ترامب صار يُكبل طموحاته الإقليمية باعتباره الممسك والمبسط للقرارات الإسرائيلية في هذا الصدد من خلال توفير أمريكا الدعم والغطاء السياسي والعسكري وهي مقومات بدونها لا يمكن لمن في تل أبيب أن يتخذ تلك القرارات.    

spot_imgspot_img