ذات صلة

أحدث المقالات

بشرى أهريش… حين تتحوّل الفنانة إلى مرآة لأسئلة المرأة والهوية والإبداع

لم يكن اللقاء مع بشرى أهريش مجرد جلسة ودّية مع فنانة مغربية لامعة. كان لحظة تكشف ما يتجاوز حدود الفن نفسه: صراع امرأة قوية مع الزمن، ومصالحتها مع إرثها الإبداعي، وقدرتها على تحويل الفن إلى مساحة للقول والاعتراف والتمرّد.

في حضورها، يختلط التاريخ بالموقف، والخبرة بالحدس، وكأننا أمام نموذج لامرأة لم تنتظر أن يعطيها المجتمع مكاناً، بل أخذته بنحتٍ طويل وصبور داخل المسرح والسينما والتلفزيون.

رحلة فنية تشبه خريطة مقاومة

حين تتحدث أهريش عن تجربتها، لا تقدّم سرداً تقليدياً لمسار مهني؛ إنها تستعيد رحلة امرأة واجهت الصور النمطية، واختارت أن تربح احترام نفسها قبل تصفيق الجمهور. قوتها لا تأتي من الأدوار التي أدتها فقط، بل من تلك القدرة على جعل الفن موقفاً، والتمثيل فعلاً اجتماعياً يعرّي التناقضات ويعيد ترتيب الأسئلة.

المرأة المغربية: قوة ناعمة تصنع ثقافة

ما استوقفني في حديثها هو إصرارها على إبراز قوة المرأة المغربية — لا باعتبارها شعاراً جاهزاً، بل حقيقة تتجلى في الحياة اليومية وفي مسار الفنانات اللواتي يرفعن سقف الإبداع رغم القيود.

كلامها ينزع عن المرأة صورة “الاستثناء”، ليضعها في مكانها الطبيعي: فاعل مركزي في تشكيل الوعي الثقافي للمغرب المعاصر.

مهرجان الرباط: حين يتحوّل الفضاء السينمائي إلى ورشة للهوية

بالنسبة لأهريش، أهمية مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف تتجاوز الاحتفاء بالأفلام.
إنه فضاء لاستعادة السرديات الهامشية، ومنحها شرعية فنية، ودعم السينما التي تحفر في العمق، لا التي تكتفي بالسطح.
في كلامها، تشعر بأن المهرجان ليس حدثاً ثقافياً، بل ضرورة للسينما المغربية كي تكتشف نفسها من جديد.

خلاصة

كان اللقاء معها درساً في الصدق الفني، وفي معنى أن تكون فناناً يحمل ذاكرة بلد وصوت امرأة لا تقبل التنازل.
بشرى أهريش ليست فقط عضواً في لجنة التحكيم؛
إنها ضميرٌ فني يذكّرنا بأن الإبداع المغربي ما زال قادراً على إنتاج رموز تفتح الباب أمام أجيال جديدة من الحكايات والوجوه والأصوات.

spot_imgspot_img