ذات صلة

أحدث المقالات

مشروع قانون أمريكي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية: تحوّل تشريعي أم ورقة ضغط استراتيجي؟

في مشهد يعكس تزايد التداخل بين الدينامية التشريعية الأمريكية...

الأمم المتحدة تشيد بخطة الاستجابة للاجئين في مصر

أشادت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا،...

الوضع الإقليمي يضغط على الموارد.. مصر والأمم المتحدة تطلقان خطة الاستجابة للاجئين

أطلقت وزارة الخارجية والهجرة المصرية، بالتعاون مع المفوضية السامية...

من حرب الوثائق المفبركة إلى ارتباك الخصوم: هل بات المغرب رقماً صعباً في معادلات الإقليم؟

قراءة في خلفيات الهجمة الإعلامية على المغرب والسياق الجيوسياسي...

الخليج على صفيح ساخن: هل باتت المنطقة على أعتاب مواجهة أمريكية–إيرانية شاملة؟

قواعد أمريكية في حالة تأهب، زعماء الخليج يطالبون بضبط...

حماس وحزب الله والحوثي.. هل ستغير نتيجة المفاوضات الأمريكية – الإيرانية مواقف هذه الحركات؟

من المدخل الاقتصادي يلعب الأمريكي والإيراني حاليًا مباراة سياسية اقتربت جولتها السادسة من الانعقاد تحت سماء العاصمة العُمانية مسقط، وهي مباراة يحاول خلالها اللاعبان تحقيق عدد من النقاط تؤمن لكل لاعبٍ منهما، الفوز بالنتيجة النهائية من وجهة نظره ومصالحه، فيما كان الاقتصاد هو الوسيط الذي قبل اللاعبان عبره لعب المباراة كل منهما بشروطه وعلى غرار ما حدث بين واشنطن وكييف بصفقة اتفاق المعادن.

لكن ليس ما سبق هو موضوع اليوم المباشر، وإن كان موضوع اليوم يأتي كأحد فرعيات التنافس بين الأمريكي والإيراني، ويتعلق بالحركات الفاعلة من غير الدول بالشرق الأوسط المدعومة من إيران وتتخذ مواقف سياسية تتماشى مع الاتجاهات الإيرانية وهي: حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، وجماعة الحوثي اليمنية.

وإيران هي أقرب ما تكون للمدرب الرئيسي لهؤلاء الفاعلين، ولكن يجب إدراك أنهم – الفاعلين – يعانون تصدعًا كبيرًا في قدرتهم ومقدرتهم الميدانية ببؤر الصراع.

على سبيل المثال: حركة حماس في 2025، لم تعد هي حماس ما قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث فقدت جزءًا كبيرًا من بنيتها العسكرية والقتالية، كما فقدت كوادرها البشرية من الصف الأول إلى الصف الثالث، وبخلاف أن وضعها الميداني بالداخل الفلسطيني تأثر كثيرًا بحكم الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها قطاع غزة.

كذلك الحال بالنسبة لحزب الله اللبناني، فقد تعرض أيضًا إلى كوارث وتحديدًا في العام 2024.

ربما لا يزال حزب الله يمثل رقمًا بالمعادلة، لكن ليس بالشكل الذي كان عليه في فترات سابقة.

الحال كذلك بالنسبة لجماعة الحوثي، لأنها لا تزال رقمًا بالمعادلة، ولا تزال تمثل تهديدًا للداخل اليمني، بالإضافة لبعض الميليشيات الشيعية بالعراق.

ما موقف هذه الحركات من مفاوضات الأمريكي والإيراني؟

ما موقف هذه الحركات إذا توافق الأمريكي مع الإيراني؟.. وما هو موقفها إذا لم يتوافق الأمريكي مع الإيراني؟.. مع العلم أن نجاح أو فشل هذا التوافق الآن على ميزان متساوي، ومع العلم أن المعلن من الطرفين – الأمريكي والإيراني – أن مفاوضاتهما تتعلق بموضوعين فقط هما: البرنامج النووي لطهران، والعقوبات التي تفرضها واشنطن عليها، بينما موضوعات أخرى كـ النشاط الإقليمي لإيران بالشرق الأوسط عبر هذه الحركات أو حتى صناعة الصواريخ الإيرانية ذات المدى البعيد، لم يقل أحدًا بأنها مطروحة للتفاوض، وإن كانت واشنطن لجأت لاستراتيجية شد الأطراف وقبلت إدارة ترامب بالتفاوض مباشرة مع جماعة الحوثي تجاه ما يتعلق بوقف الهجمات ضد السفن بالبحر الأحمر.

حركة حماس

لا يزال قطاع غزة الفلسطيني يبحث عن مخرج لأزمته التاريخية الكارثية، كما لا يزال سكانه بانتظار القرار الذي يوقف المجزرة المستمرة بحقهم، ولقد بدا أن هناك مخرجًا يفكر به الأمريكيون لهم، هو مغادرتهم لأرضهم نهائيًا وتحويلها إلى ريفيرا بالشرق الأوسط حيث الشمس المعتدلة الساطعة ومياه البحر الأبيض الدافئة.

وسط ذلك تواجه حركة حماس معضلة تخليها عن حكم القطاع وخروج عناصرها منه، بالإضافة لاستبدال حكومتها بالسلطة الوطنية الفلسطينية أو إدارة دولية وربما عربية. 

حزب الله

لطالما اتجهت الأنظار نحو حزب الله اللبناني منذ تدخله لدعم حركة حماس ضد إسرائيل بعد 7 أكتوبر، ونتيجة لتصاعد المواجهات بين الحزب وتل أبيب وتصفية عدد من قادته على رأسهم حسن نصر الله، أمينه العام السابق، وموقف بعض القوى اللبنانية من التصعيد وضغطهم على الحزب، قبل – حزب الله – بوقف إطلاق النار مع إسرائيل شريطة تخليه عن سلاحه وبما يحصر السلاح داخل لبنان بيد الدولة الرسمية فقط.

بينما مؤخرًا صار موقف الحزب من موضوع السلاح أكثر تصلبًا ومما يشير إلى احتمالات تخلفه عن تعهداته، وقد بدا هذا التصلب بوجه جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، كذلك بوجه حكومة نواف سلام، وتلكما موقف لقي تأييدًا من تيارات أخرى بالمنطقة منها الحشد الشعبي بالعراق وجماعة الحوثي باليمن، بل ووصل الحال لإصدار سفير إيران لدى بيروت، بيانًا رفض فيه تجريد الحزب من سلاحه، ومن جانبها نبهت وزارة الخارجية اللبنانية رأس الدبلوماسية الإيرانية المعتمد لديها بعدم علاقته بهذه المسألة بعدما وجهت له استدعاءًا.

جماعة الحوثي

لا يقبل الحوثي الانخراط ضمن مؤسسات الدولة باليمن، ولقد نجح في التفاوض مع الأمريكي وأوقف الحرب معه دون تخليه عن بعض شروطه، فقد أوقف الحرب فقط ضد السفن الأمريكية وليس ضد السفن الإسرائيلية ودولة إسرائيل، بجانب أنه أثبت قدرته على وقف حركة الطيران بإسرائيل وإدخال جميع سكان مدنها للملاجئ من شمالها على البحر الأبيض إلى جنوبها على البحر الأحمر وذلك من منصات صواريخه المنصوبة قرب المحيط المحيط الهندي، وإن كان هذا لا يعني تعرض بنيته التحتية وبنية الدولة اليمنية لتدمير هائل يحتاج إصلاحه لسنوات وعشرات المليارات من الدولارات.

الحوثي لا يزال يتبنى أيضًا خطاب ما يعرف بـ المقاومة، وتكرر جميع البيانات الصادرة عن هذه الحركة اليمنية هذا المعنى وتحدد جبهات المقاومة في مناطق الطوق المجاور لإسرائيل وهي لبنان وغزة وسوريا، على أساس أن هذه الجبهات – بحسب سياسة الحركة – ذات اتصال مباشر بالعدو الإسرائيلي.

هل ثمة علاقة بين تطور مواقف هذه الحركات والمباراة الأمريكية – الإيرانية؟

تقول مصادر إن تصاعد موقف حزب الله الأخير من القبول بوقف إطلاق النار مقابل تخليه عن سلاحه، ثم تبدل هذا الموقف للتصلب أمام هذا الاتجاه، له علاقة مباشرة بمباراة المفاوضات الأمريكية – الإيرانية الحالية.

الأمر نفسه يتصل بإعلان الحوثي وقف استهداف السفن الأمريكية المارة إلى البحر الأحمر عبر مسار باب المندب.

بينما يظل موقف حركة حماس هو الأقل قدرة على المناورة وتبقى الخيارات المطروحة أمام قادتها محدودة جدًا، ولكنه يبقى موقف يتصل بطريقة غير مباشرة بما يجري بين الأمريكي والإيراني.

كيف ستؤثر نتيجة المباراة على هذه الحركات؟

سوف تنعكس نتيجة مباراة الأمريكي والإيراني على هذه حماس وحزب الله والحوثي، وإن كان ذلك الانعكاس بنسب متفاوتة وبحسب نتيجة المباراة ذاتها، إذا انتهت باتفاق أمريكي إيراني، أو بغير اتفاق، بالإضافة لقرب تلك الحركات من الجوار الجغرافي لإسرائيل والأوراق التي بيد كل حركة منها وقدرتها على المناورة.    

spot_imgspot_img