التضليل الإعلامي في تغطية كأس أمم إفريقيا بالمغرب: قراءة نقدية لتقارير متباينة
مع انطلاقة نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في المغرب، انطلقت أيضًا موجة من التغطيات الإعلامية المتباينة، خصوصًا من بعض القنوات العربية، التي أثارت جدلاً واسعًا وشغلت الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي. بينما تنهال الإشادات الدولية على جودة التنظيم المغربي لـ”كان 2025″، خاصة بعد حفل الافتتاح الذي حضره مئات الصحافيين المعتمدين، سقطت بعض المراسلين العرب في أخطاء مهنية واضحة، تراوحت بين نقل معلومات مغلوطة واعتماد انطباعات شخصية دون تحقق.
"أول مرة تمطر من 14 سنة".. حسام حسن: "خير"#منتخب_الفراعنة pic.twitter.com/pHx5US2zpw
— ON Sport (@ONTimeSports) December 24, 2025
أكاذيب الأمطار: من الحقيقة إلى المبالغة
مراسل مصري ادعى، خلال لقاء مع مدرب المنتخب المصري حسام حسن، أن حضور الفريق في مدينة أكادير تسبب في سقوط أمطار لم تشهدها المدينة منذ 14 سنة. هذا الادعاء، الذي انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل، ليس مجرد خطأ بسيط، بل خبر زائف لا يستند إلى أي مصدر موثوق، ويكشف ضعف التحقق من المعلومات قبل بثها. وهو مثال صارخ على كيف يمكن لمعلومة مغلوطة أن تنتشر بسرعة إذا لم تتقيد المهنية الصحافية بالمعايير الأساسية للبحث والتحقق.
التغطية التونسية بين العذر والاعتذار
في حادثة أخرى، خلال البث المباشر لبرنامج “ليالي الكان” على قناة “الحوار” التونسية، قدم المراسل حمزة الطايشي اعتذارًا علنيًا بعد نشره معلومات غير دقيقة عن انقطاع التيار الكهربائي في المركز الإعلامي للملعب الأولمبي بالرباط. التحقيق الميداني كشف أن الزاوية التي اختارها المراسل لإجراء المراسلة كانت مظلمة عمدًا، في حين كان باقي الصحافيين يعملون في ظروف عادية. هذه الحادثة أبرزت أن بعض الأخطاء الإعلامية تنبع من سلوك مهني مرفوض أكثر منها من قيود تنظيمية فعلية.
على ذمة الصحفي التونسي ٫ فشل ذريع و عجز حتى على توفير التيار الكهربائي و ظروف مناسبة لعمل الصحفيين ٫ لما نقولو المغرب فاشل نحن لانكذب.#CAN2025 pic.twitter.com/tPatJn1Lho
— Jamrah 🇩🇿🇨🇦 (@jamrah_dz) December 24, 2025
مصدر ضمن وفد قناة “الحوار” أكد أن الطايشي أبدى استياءً من بعض الجوانب الميدانية للبطولة، مثل التنقل تحت المطر إلى بوابات الصحافيين، رغم أن مثل هذه الإجراءات متعارف عليها عالميًا في التغطيات الرياضية الكبرى.
⛔ الصحفي التونسي قالك الضو مقطوع والظروف غير مريحة.
لكن ربي من يبغي يفضح الكذاب كيجيب لي يصورو وهو يكذب pic.twitter.com/5dQHTOh0Rd— عصام العزيزي (@IssamElazizi) December 24, 2025
كذلك، تم التأكيد على أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم خصصت حافلات لنقل الصحافيين وفق جداول زمنية دقيقة، لتسهيل عملية التغطية دون الحاجة للاعتماد على وسائل النقل الخاصة.
مفارقات جغرافية ومهنية
حادثة أخرى سجلت مع مراسل القناة الوطنية التونسية الأولى، حين قال إن الملعب الأولمبي يبعد عن مركز الرباط بـ 25 كيلومترًا، في حين تُظهر خرائط دقيقة أن المسافة حوالي 9 كيلومترات فقط. هذا النوع من “الأخطاء” يطرح سؤالًا مهمًا: هل هو جهل بالمعطيات أم توجه مسبق لتقديم صورة مشوهة عن تنظيم البطولة؟ في كل الأحوال، فإن الاعتماد على الانطباعات الشخصية أو على “السوشال ميديا” بدل التحقق الواقعي يضع الجمهور أمام صورة مغلوطة عن الواقع.
⛔️ قناة الحوار التونسي تقدّم اعتذارها للمغرب بعد خبر كاذب لموفدها إلى الرباط يدعى حمزة الطياشي ، زعم فيه على الهواء مباشرة انقطاع الكهرباء في ملعب الأمير مولاي عبد الله و داخل المركز الإعلامي مع تعمد الظهور من زاوية مظلمة مع إضاءة كاميرا خافتة .
التحقيقات كشفت أن الكهرباء كانت… pic.twitter.com/MpLFXnDM6j
— ⛔️ محمد واموسي (@ouamoussi) December 24, 2025
المراسل ذاته وصف الملعب بأنه “نقطة سوداء” لعدم تغطيته بالكامل، متجاهلًا أن المغرب قدم 5 ملاعب مغطاة بالكامل من أصل 9، وهو رقم استثنائي مقارنة بمعايير بطولات كأس إفريقيا السابقة، وحتى بعض الملاعب الأمريكية التي ستستضيف كأس العالم 2026 لن تكون مغطاة بالكامل.
✅ لم تسأل نفسك يا تونسي ياحمار هل تونس لديها ملعب أولمبي مثل هذا الذي في الرباط ، هل لديها ملآعب مغطات ، جئتم إلى المغرب لتفتروا وتنتقدوا بالكذب ، الملعب لآ يبعد عن مقر البرلمان سوى ب 4 كيلو وهو في قلب الرباط ، لعنة الله عليكم ياحساد يامفترين …
.
. pic.twitter.com/XzQCCP4kxz— Ali Terrass (@1terrass) December 24, 2025



