وصل إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، إلى العاصمة المصرية القاهرة، مساء أول أمس الأحد، في زيارة رسمية، تنتهي اليوم الثلاثاء.
وقد خرجت عدد من مقاتلات سلاح الجو المصري من طراز رافال الفرنسية، لاستقبال طائرة ماكرون، بعد دخولها المجال الجوي المصري، كنوعٍ من حفاوة الترحيب بالرئيس الضيف.
وعقب استقبال عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، لنظيره الفرنسي، قاما الاثنين بجولة بحي الحسين التاريخي بالقاهرة، حيث تجولوا والوفد المصاحب لماكرون وسط حشودٍ من المواطنين الذين رحبوا بهم.
ويعود تاريخ حي الحسين إلى عهد الدولة الفاطمية، إحدى دول الخلافة الإسلامية التي حكمت مصر حتى العام 1171 ميلاديًا، كما يكتسب الحي التاريخي اسمه من مسجد الحسين الشهير الذي يقع به قبرٌ يُقال إن رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد الرسول محمد (ص) دفنت به بعدما أحضرت من العراق.
السيسي وماكرون، قاما أيضًا بزيارة، أمس الإثنين، لمحطة مترو عدلي منصور بالقاهرة، وهي إحدى أحدث محطات مترو أنفاق القاهرة الكبرى، وتعود تسميتها للرئيس المؤقت، عدلي منصور، الذي حكم مصر خلال الفترة 2013 – 2014 بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان.
وتعد الجمهورية الفرنسية شريكًا في مشروعات النقل بمصر، كما يعود التعاون في مجال مترو الأنفاق بين الجانبين إلى الثمانينات، عندما نفذت شركة فرنسية أول خط مترو أنفاق بالقاهرة.

وتجدر الإشارة إلى أن زيارة إيمانويل ماكرون لمصر سوف تستمر حتى اليوم الثلاثاء، حيث من المقرر أن يزور مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء والتي تعد قاعدة الدعم الأساسية لقطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، كما تبعد العريش عن معبر رفح الفلسطيني بنحو 60 كيلو متر.
فرنسا تؤيد الخطة العربية لإعمار غزة
قررت القاهرة وباريس، رفع مستوى الشراكة بينهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وقد عقدا رئيسا مصر وفرنسا، مؤتمرًا صحفيًا تناول عددًا من الموضوعات، كان من بينها الدعم الفرنسي لمصر في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة المضطربة، وتعتبر فرنسا الشريك التجاري الأوروبي الأول لمصر خارج قطاع المحروقات، إذ تقدر قيمة الاستثمارات الفرنسية بمصر بحوالي 7 مليارات دولار.
كذلك تدعم باريس أجندة القاهرة لدى مؤسسات التمويل الدولية، وذلك ضمن تأييدها لرؤية مصر التنموية 2030.
وبخلاف ذلك تحدث الرئيس المصري بالمؤتمر الصحفي عن الأزمة الناشئة بالبحر الأحمر نتيجة استهداف جماعة الحوثي اليمنية للسفن التجارية المارة بمضيق باب المندب، وهي أزمة كبدت الاقتصاد المصري نحو 7 مليارات دولار بالعام الماضي بعدما خسرت قناة السويس جزءًا كبيرًا من إيراداتها مع تجنب السفن العبور من تلك المنطقة.
وترتبط أزمة باب المندب بالحرب الدائرة بغزة، إذ ترهن جماعة الحوثي وقف هجماتها ضد السفن التجارية الأمريكية والإسرائيلية وبعض سفن الدول الأخرى، بوقف الحرب الإسرائيلية الهمجية ضد الفلسطينيين.
المؤتمر الصحفي تناول أيضًا أزمة غزة، وقد أعرب الرئيس ماكرون عن ضرورة وقف إطلاق النار بالقطاع وخروج القوات الإسرائيلية، كما أعلن عن دعمه لخطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية التي عقدت بالقاهرة الشهر الماضي.
كما شدد إيمانويل ماكرون على موقف الإليزيه الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، بينما أشار إلى ضرورة إنهاء حكم حركة حماس لقطاع غزة وتولي السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية إدارة القطاع.
قمة ثلاثية.. ومكالمة مع ترامب

شهدت القاهرة، أمس الإثنين، قمة ثلاثية، جمعت بين الرئيسين المصري والفرنسي، والملك عبد الله بن الحسين، عاهل الأردن، وبحسب بيان مشتركٍ أعلنه الديوان الملكي الأردني، فإن الحرب بغزة والأوضاع بالضفة الغربية والقدس، كانت المحاور الأساسية للقمة.
وذكر البيان أن قادة الدول الثلاثة، دعوا لضرورة العودة لتطبيق وقف إطلاق النار الموقع في شهر يناير (كانون الثاني/ جانفي) الماضي، وإطلاق سراح الرهائن وحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة.
البيان أشار كذلك إلى اتفاق القادة الثلاثة على مبدأ إعمار غزة ومنع تهجير الفلسطينيين، وإلى جانب دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة قريبًا، وضرورة وقف الإجراءات المقوضة لحل الدولتين واحترام المقدسات التاريخية بمدينة القدس.
وقد أجرى القادة الثلاثة، مكالمة هاتفية مشتركة مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تناولت الأوضاع في غزة وسبل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لسكان القطاع وإطلاق سراح الرهائن.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، فقد أكد القادة الثلاثة للرئيس الأمريكي على ضرورة تنفيذ حل الدولتين، كما اتفقوا مع الرئيس ترامب على البقاء على اتصال وثيق.

ترامب يجدد مقترح امتلاك غزة
في سياقٍ منفصلٍ، اجتمع أمس في واشنطن، كلًا من الرئيس دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد جدد ترامب خلال لقائه نتنياهو مقترحه بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإدارته.
وقال ترامب في هذا الصدد، إن وجود قوة كالولايات المتحدة تسيطر على قطاع غزة وتمتلكه سوف يكون أمرًا جيدًا.
ويأتي هذا الاجتماع في وقتٍ أعلن فيه عن بدء مفاوضات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، يوم السبت المقبل.