ذات صلة

أحدث المقالات

مسيرة مراكش تفضح “الاعتراف الملغوم” بالأمازيغية: من التعليم إلى الزلزال… معاناة لا تنتهي

مسيرة مراكش تفضح "الاعتراف الملغوم" بالأمازيغية: من التعليم إلى...

زيارة جديدة للسودان.. الأهمية الاستراتيجية لمدينة الفاشر في صراع الأفيال

يقول المثل الأفريقي، عندما تتصارع الأفيال، يدهس العشب تحت أقدامها، والأفيال في حالتنا هذه هما، الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، بينما العشب هو، مدينة الفاشر، إحدي أهم مدن إقليم دارفور.

ولقد كانت الفاشر أكثر مدن دارفور، استقرارًا منذ نشوب الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في مايو (أيار/ ماي) 2023، إذ بعدما تحولت مدن الإقليم الـ 4 الأخرى لميدان قتالٍ بين المتحاربين وحلفائهم، استمرت الفاشر تحظى بهدوءٍ نسبي دفع بالنازحين من المدن الأخرى المشتعلة للفرار إليها واللجوء بها.

ولكن هذا الهدوء كسرته قبل شهور، أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وكذلك الطائرات المسيرة التي صارت أحد أدوات الحرب اليومية بين حلفاء الأمس وفرقاء اليوم، كما أصبحت مشاهد القتل والتدمير ترى دائمًا في شوارع الفاشر.

وتسعى قوات الدعم السريع للاستيلاء على مدينة الفاشر، بينما تصر قوات الجيش السوداني المتمركزة بالمدينة على الدفاع عنها، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية لدى الطرفين.

الأهمية الاستراتيجية للفاشر

تعد مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، كما كان يسكنها قبل زحف النازحين الأخير إليها، أكثر من 1.5 مليون سوداني من أصل 4 ملايين نسمة، هم إجمالي عدد سكان دارفور.

وتقع الفاشر عند مفترق طرق يربط إقليم دارفور بالشمال حيث جمهورية مصر العربية، وبالشمال الغربي إذ تقع دولة ليبيا، وكذا بالغرب حيث تتواجد دولة تشاد، ثم بالجنوب الغربي، وفي هذه المنطقة تقع دولة أفريقيا الوسطى.

منع إعلان دولة مستقلة بغرب السودان 

تقاتل الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني بالاشتراك مع القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الموالية لها لأجل الدفاع عن المدينة التاريخية، ويرى الجيش السوداني مدينة الفاشر، أحد أهم خطوط الدفاع ضد مساعي قوات الدعم السريع التمدد بشمال البلاد، بالإضافة إلى أن دحر الدعم السريع بالمدينة يعني قطع طرق الإمداد عنها الآتية من وسط البلاد.

وبخلاف ذلك، فإن أهمية الفاشر من وجهة نظر الجيش تتمثل في كونها تضم مطارًا دوليًا يمكن تأهيله لاستقبال مختلف الطائرات، كذلك فإن تمكن الدعم السريع من المدينة سوف يفتح أمامها الطريق لإعلان دولة بمنطقة غرب السودان، تكون حدودها الشرقية نهر النيل والنيل الأبيض وبحكومة مستقلة مناوئة لحكومة الخرطوم التي تدير البلاد حاليًا من بورتسودان.

الدعم السريع تريد الانفتاح على العالم

أما من منظور قوات الدعم السريع، يعني سقوط الفاشر في أيديها بجانب إمكانية إعلانها قيام حكومة موازية، كسب مزيد من الحلفاء السودانيين وغير السودانيين، وتأمين مسارات الدعم اللوجستي والانفتاح على العالم الخارجي.

وتبقى التحديات التي تواجه الدعم السريع في الفاشر ومدن إقليم دارفور الـ 4 الأخرى تتمثل في وجود العرقيات والإثنيات غير العربية التي تخشى من أن سيطرة الدعم السريع على جميع أراضي دارفور، ربما يعرضها لخطر التطهير العرقي، وبالأخص بعد تحالف هذه العرقيات والإثنيات مع الجيش السوداني.

spot_imgspot_img