ذات صلة

أحدث المقالات

حين تضلّل الكاميرا الحقيقة: كيف شوّه بعض الإعلام العربي صورة “كان 2025” في المغرب؟

التضليل الإعلامي في تغطية كأس أمم إفريقيا بالمغرب: قراءة...

الرؤية السديدة للدبلوماسية الملكية الاقتصادية قاطرة للريادة الإفريقية

  تميزت المملكة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس...

برنامج الأغذية العالمي يُكثف جهوده لإنقاذ أكثر من 200 آلاف متضرر بشرق الكونغو

ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه يُكثف جهوده لتقديم مساعدات...

“عايشة” تتوّج مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي: السينما المغربية بين الإبداع والوعي

في قلب العاصمة العلمية، حيث تتقاطع الثقافة والسينما، أسدل الستار على الدورة الثالثة عشرة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، الذي انعقد من 18 إلى 20 دجنبر الجاري، مسجلاً لحظة احتفاء بالفيلم القصير كمساحة للتجريب والطرح الفني العميق.

الجائزة الأولى عادت إلى الفيلم الروائي القصير “عايشة” للمخرجة سناء العلاوي، فيما ذهبت الجائزة الثانية إلى “مرآة للبيع” لهشام أمل، والجائزة الثالثة إلى “الشمعة” للمخرج إسماعيل آيت لحسن. ولعل التنويه الخاص الذي منحته لجنة التحكيم لفيلم “فراغ” لرشيد العماري، يوضح حرص المهرجان على تسليط الضوء على الأعمال التي تحمل رؤية فنية متميزة حتى خارج المراتب الرسمية.

لجنة التحكيم، برئاسة المخرج عبد الكريم الدرقاوي وعضوية عبد الخالد بالعربي، رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، والمخرجة مريم الشادلي، والمخرج والممثل هشام ابراهيمي، عبّرت عن تقديرها الكبير للمجهودات التنظيمية والبرمجية، مشيدة بالأجواء الثقافية الراقية التي رافقت فعاليات الدورة.

في قراءة أعمق، جاءت توصيات اللجنة لتفصل بين أفلام المدارس السينمائية وأعمال المخرجين المحترفين، محاولة خلق فضاء تنافسي تربوي يعكس طبيعة التجربة الأولى للطلبة، ويجنبهم مقارنة غير عادلة مع أفلام الهواة أو المحترفين، وهو ما يعكس حسّاً بالمسؤولية تجاه صناعة الجيل القادم من السينمائيين المغاربة. كما أوصت اللجنة بتوسيع دائرة الجوائز، وتقييم الأفلام بناء على مجموع عناصرها الفنية، لتشجيع المبدعين على تقديم أعمال متكاملة تجمع بين الإخراج والكتابة والتصوير وغيرها من عناصر الفيلم، بعيداً عن التقييم الجزئي.

ولعل لحظة التكريم التي شهدها حفل الختام كانت الأبرز، إذ كرّم المخرج والسيناريست إدريس شويكة، اعترافاً بمسار فني استثنائي أسهم في إثراء المشهد السينمائي المغربي، وامتداد لتجربته العميقة مع الأندية السينمائية التي شكلت مدرسة للوعي السينمائي منذ بداياته. وفي هذا الصدد، أكد عبد الخالق بلعربي أن إدريس شويكة يمثل نموذجاً للسينمائي الذي لم يقطع صلته بمصادر وعيه الأولية، وأن أفلامه هي استمرار للحوار الثقافي والفكري الذي بدأ في أروقة الأندية السينمائية.

كما تضمن برنامج المهرجان لقاءات فنية وورشات متخصصة، منها ورشة “فن إعداد الممثل” مع هشام ابراهيمي، وندوة فكرية حول “جمالية البساطة في الفيلم القصير: إبداع بلا تكاليف كبيرة”، ما يعكس رغبة المنظمين في توسيع آفاق النقاش السينمائي وجعل المهرجان منصة لتبادل المعرفة والخبرة، وليس مجرد احتفال بالجوائز.

الدورة الثالثة عشرة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي لم تكن مجرد حدث سينمائي، بل كانت مساحة للتأمل في مسار السينما المغربية، وفحص علاقاتها بالوعي الفني والاجتماعي، وهي دعوة للمشاهدين والنقاد والمبدعين على حد سواء للتوقف عند كل إطار، وكل لقطة، وكل فكرة تُصنع على الشاشة.

spot_imgspot_imgspot_imgspot_img