هل يُشكّل هذا اللقاء انطلاقة جديدة نحو شراكة استراتيجية؟
شهدت العلاقات المغربية-الموريتانية تطورًا ملحوظًا مؤخرًا، خاصة بعد لقاء الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في القصر الملكي بالدار البيضاء.
يأتي هذا اللقاء ليعيد إحياء اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والتي توقفت منذ مارس 2022، مما يفتح المجال لتعاون أعمق بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
عودة اللجنة العليا المشتركة: خطوة في الاتجاه الصحيح؟
حسب مصادر موريتانية رفيعة، فإن انعقاد اللجنة المشتركة يعكس الإرادة القوية لدى البلدين لتعزيز الشراكة. هذه اللجنة كانت دائمًا ركيزة أساسية للتعاون الثنائي، حيث تناقش مشاريع استراتيجية تعزز التكامل الاقتصادي والسياسي. ولكن يبقى السؤال: هل سيتم تفعيل هذه اللجنة بشكل مستدام لتجاوز الجمود السابق؟
اقتصاد مشترك ومشاريع طموحة
اللقاء بين السفير المغربي حميد شبار ووزير الاقتصاد الموريتاني، سِيد أحمد ولد أبوه، يعكس الدينامية الجديدة في التعاون الاقتصادي. من أبرز الملفات التي طرحت للنقاش مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، الذي يهدف إلى ربط نيجيريا بالمغرب عبر موريتانيا، ليكون بوابة لنقل الغاز إلى أوروبا.
هذا المشروع الضخم، إلى جانب مبادرة الملك محمد السادس لتوفير منفذ لدول الساحل إلى المحيط الأطلسي، يعززان مكانة البلدين كشريكين استراتيجيين في تحقيق التنمية الإقليمية. لكن، هل تمتلك الدولتان الآليات اللازمة لضمان تنفيذ هذه المشاريع الطموحة؟
دبلوماسية الملك محمد السادس في إفريقيا
لا يمكن فهم هذا التقارب المغربي-الموريتاني بمعزل عن السياسة الخارجية للمغرب في القارة الإفريقية. يسعى المغرب إلى تعزيز دوره كشريك محوري في التنمية الإفريقية من خلال مشاريعه الكبرى، خاصة أنبوب الغاز، إضافة إلى دعمه لدول الساحل. هل يمكن لموريتانيا أن تكون شريكًا استراتيجيًا يساعد في تحقيق هذا الهدف؟ وهل يستطيع البلدان تجاوز التحديات الإقليمية لتأمين مصالحهما المشتركة؟
علاقات تتجاوز الاقتصاد
إلى جانب الاقتصاد، ركز القائدان على أهمية تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعبين. تُعد موريتانيا شريكًا طبيعيًا للمغرب نظرًا للتقارب الثقافي والجغرافي. كما أن استقرار العلاقات بين البلدين ينعكس إيجابًا على استقرار المنطقة ككل. ولكن، هل يمكن أن تتطور هذه العلاقات لتشمل تعاونًا أمنيًا أعمق، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الساحل الإفريقي؟
إرادة سياسية وشراكة طويلة الأمد
البيان الصادر عن الديوان الملكي شدّد على “علاقات الثقة والتعاون القوية بين البلدين”، مما يعكس إرادة واضحة لتجاوز العقبات السابقة. التعاون في مشاريع الربط الاستراتيجي والبنية التحتية، مثل أنبوب الغاز، يمكن أن يعزز من التكامل بين البلدين ويضعهما في موقع الريادة الإقليمية.
أسئلة مفتوحة:
-
كيف ستتعامل اللجنة العليا المشتركة مع التحديات التي عطلت اجتماعاتها السابقة؟
-
ما هي الخطوات القادمة لتفعيل مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي؟
-
كيف يمكن للمغرب وموريتانيا استغلال التقارب الحالي لتعزيز مكانتهما في القارة الإفريقية؟