في خطوة تبرز البعد الدبلوماسي والرياضي للمغرب، احتضن مركب محمد السادس لكرة القدم بالرباط، يوم الأربعاء، اجتماعًا جمع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس اللجنة المحلية لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، بالسفراء الأفارقة المعتمدين لدى المملكة. وقد حضر اللقاء ممثلون عن وزارة الداخلية وعدد من القطاعات الوصية، في إطار تحضير شامل للبطولة القارية المقررة شهر ديسمبر المقبل.
خلال الاجتماع، قدم لقجع عرضًا مفصلاً حول سير التحضيرات، مؤكدًا أن المملكة تتعامل مع “الكان” بمنظور شامل يرتكز على توجيهات ملكية واضحة، تُبرز البعد الإفريقي للمغرب، وتعزز مكانته كفاعل رياضي ودبلوماسي على مستوى القارة. وقد شدد على أن نجاح التنظيم لن يكون مجرد إنجاز وطني، بل مكسبًا للقارة الإفريقية برمتها، في إشارة واضحة إلى الطموح المغربي لترسيخ التعاون الثنائي والعمل المشترك بين الدول الإفريقية في مجال الرياضة.
من أبرز الإعلانات التي شهدها الاجتماع، إحداث خلية مشتركة للتواصل والتنسيق بين اللجنة المحلية والبعثات الدبلوماسية الإفريقية، بهدف تسهيل الإجراءات اللوجستيكية للمنتخبات المشاركة، ومعالجة أي إشكالات قد تظهر، بما في ذلك تنقلات الفرق، إقامة اللاعبين، وترتيب البنى التحتية. هذه المبادرة تعكس فهم المغرب لأهمية الشق الدبلوماسي واللوجستي في نجاح أي حدث رياضي كبير، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بكأس إفريقيا التي تجمع قارات ومجتمعات مختلفة.
وأعرب السفراء الأفارقة عن ارتياحهم لما وصل إليه المغرب من استعدادات، مشيدين بالانسجام بين مختلف المؤسسات الوطنية، وبالمنهجية المنظمة التي تتبعها السلطات المغربية، معتبرين أن هذه المؤشرات تمنح البطولة ضمانات قوية للنجاح. كما أشاروا إلى “الدينامية التي تعرفها البنيات التحتية الرياضية وسرعة تعبئة المؤسسات المختصة”، واعتبروا أن هذه الجهود تعكس رؤية جديدة لإفريقيا في تنظيم الأحداث الكبرى، حيث لا يقتصر الأمر على الرياضة فحسب، بل يشمل أيضًا تعزيز الصورة الإيجابية للقارة عالميًا.
من منظور تاريخي، يأتي هذا الاجتماع في سياق مساعي المغرب لتعزيز دوره كقوة رياضية ودبلوماسية إفريقية، بعد سنوات من الانخراط في تنظيم البطولات القارية، وفي وقت يسعى فيه لتعزيز التعاون بين دول القارة في مختلف المجالات. كما يشكل “الكان 2025” فرصة لتأكيد مكانة المغرب كحلقة وصل بين إفريقيا والعالم، ولعرض نموذج يُحتذى به في إدارة الأحداث الرياضية الكبرى.
في ختام اللقاء، جدد لقجع التأكيد على أن البطولة “ملك لكل إفريقيا”، وأن المغرب ملتزم بإنجاحها بما يتماشى مع توجيهات الملك محمد السادس وتطلعات القارة، مما يضع المملكة في قلب اهتمام الإعلام والدبلوماسية الرياضية القارية، ويعكس حرصها على تقديم نسخة مميزة، ليس فقط من الناحية الرياضية، بل من حيث التنظيم، والتواصل الدبلوماسي، والرؤية القارية الشاملة.