ذات صلة

أحدث المقالات

مراكش تشهد احتفاءً جديداً بالسينما… والمغرب يؤكد جدارته على خارطة الفن العالمي

انطلقت الدورة الثانية والعشرون من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش...

لورنس فيشبورن… رجل لا يكتفي بالأدوار، بل يحوّل السينما إلى مرآة للعالم

هناك ممثلون تتذكر أسماءهم حين تعيد مشاهدة فيلم قديم، وهناك ممثلون يسكنون الذاكرة…
لورنس ج. فيشبورن الثالث ينتمي إلى الفئة الثانية، تلك التي لا تغادر مخيلة المشاهد حتى حين تنطفئ الشاشة.

جاء إلى مراكش بهدوء الممثلين الذين لا يحتاجون إلى استعراض الضوء كي يثبتوا حضورهم. الرجل الذي بدأ حياته الفنية في الثانية عشرة، ووجد نفسه في قلب “نهاية العالم الآن” وهو بالكاد مراهق، لا يحتاج كلمات كثيرة لتفهم أنه عاش السينما من الداخل، لا من مسافة.

وحين تتصفح مسيرته—من «Boyz n the Hood» إلى «Higher Learning»، ومن «The Color Purple» إلى «Mystic River»—تكتشف أن هذا الرجل لم يختَر الأدوار السهلة. كان دائمًا يبحث عن تلك القصص التي تحمل شيئًا من الجرح… شيئًا من الأسئلة التي نخاف طرحها.

ثم جاءت «The Matrix»؛ الفيلم الذي حوّل فيشبورن إلى صورةٍ أيقونية: مورفيوس. لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن مورفيوس ليس مجرد “مدرّب يقاتل داخل الواقع الافتراضي”.

كان، في عمقه، امتدادًا لشخصية فيشبورن الحقيقية: رجل يؤمن بأن المعرفة قوة، وأن الحرية قرار، وأن الإنسان أكبر من القفص الذي يحيط به.

لهذا بدا من الطبيعي أن ينتقل إلى الإنتاج ويؤسس Cinema Gypsy Productions… كأنه يقول:
“لا يكفيني أن أؤدي الدور. أريد أن أكتب جزءًا من الحكاية.”

وفي مراكش، كان الجمهور يصفه بكلمات تُقال عادة عن الشعراء لا عن الممثلين: آسر… رقيق ولكن قوي… وشاعري. وهذا كثير على فنان، لكنه قليل على رجل قضى حياته يضع شيئًا من روحه داخل كل دور.

ولأن المهرجانات ليست فقط للسجاد الأحمر، بل أيضًا للحوار، سيجلس فيشبورن مع جمهور السينما في 2 ديسمبر، الساعة 11:30.
ولن يكون الحوار حول “أشهر دور قدّمه”، بل حول ما يشغل عقل رجل يرى السينما كنافذة لفهم البشر، لا كآلة للترفيه.

وربما… فقط ربما… سنخرج من هذا اللقاء بشيء من بصيرته، بشيء من ذلك العمق الهادئ الذي يميزه، وبشعور أننا التقينا فنانًا ليس كغيره.

spot_imgspot_img