ذات صلة

أحدث المقالات

خريطة المغرب الكاملة في قلب جنوب إفريقيا: رمزية دبلوماسية أم مؤشر على تحوّل استراتيجي؟

في لحظة تحمل أبعادًا رمزية واستراتيجية، ظهرت خريطة المغرب...

مشروع قانون أمريكي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية: تحوّل تشريعي أم ورقة ضغط استراتيجي؟

في مشهد يعكس تزايد التداخل بين الدينامية التشريعية الأمريكية...

الأمم المتحدة تشيد بخطة الاستجابة للاجئين في مصر

أشادت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا،...

الوضع الإقليمي يضغط على الموارد.. مصر والأمم المتحدة تطلقان خطة الاستجابة للاجئين

أطلقت وزارة الخارجية والهجرة المصرية، بالتعاون مع المفوضية السامية...

متحدثة بعثة الصليب الأحمر بالقاهرة لمجلة الدبلوماسية: المدنيين بغزة لا يجدون ضروريات استمرار الحياة

طرح مراسل مجلة الدبلوماسية بالقاهرة عددًا من الأسئلة على نسمة نوار، المتحدثة باسم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة، تتعلق بالوضع الإنساني بقطاع غزة، وجهود اللجنة الدولية للتخفيف من آثار الحرب على المدنيين، وذلك ضمن حوار لمراسل الدبلوماسية مع المتحدثة باسم البعثة جاء على النحو الآتي:

كيف تصفين الوضع الإنساني في غزة؟

الوضع الإنساني في غزة كارثي. ستة أسابيع من الأعمال العدائية، مصحوبة بمنع تام للمساعدات لمدة شهرين، تركت المدنيين دون الضروريات التي يحتاجونها للاستمرار في الحياة. أعاد تجدد الأعمال العدائية المدنيين إلى حالة من الفوضى والخوف. لا أحد في غزة يشعر بالأمان الآن. لا يستطيع الناس أن يعيشوا حياتهم بكرامة كما يستحقون. تعيش العائلات كل لحظة في خوف على أطفالها. ويقوم المدنيون مرة أخرى بالحفر بين الأنقاض، وسط الدخان والنار، بحثًا عن أحبائهم.

بعد عام ونصف من الأعمال العدائية، تأثرت جميع البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في غزة. وصل نظام الرعاية الصحية في غزة إلى حافة الانهيار منذ أشهر. تنتشر مياه الصرف الصحي حول تجمعات النازحين – بعضهم أشخاص نزحوا أكثر من خمس أو ست مرات. مرافق الصرف الصحي قليلة أو معدومة في العديد من الأماكن، وهو أمر صعب بشكل خاص على النساء والآباء والأمهات الذين يحاولون رعاية أطفالهم.

لا يمكن تجديد مخزونات الغذاء، وأسعار المواد الأساسية في ارتفاع، ويعتمد الكثير من الناس الآن بشكلٍ كاملٍ على المطابخ المشتركة التي تدعمها المنظمات لإطعام أنفسهم وأسرهم. وبدون القدرة على تجديد مخزونات الغذاء لهذه المطابخ المشتركة، ستُجبر على البدء في الإغلاق.

إن الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام مع استمرار منع وصول المساعدات. وبدون الاستئناف الفوري لإيصال المساعدات، لن تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) من الوصول إلى الغذاء والأدوية والإمدادات المنقذة للحياة اللازمة لدعم العديد من برامجها في غزة.

هناك حاجة إلى اتفاق دبلوماسي للسماح بوصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى المدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة. يجب على إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين. نكرر دعوتنا العاجلة للسلطات المعنية لتسهيل دخول المساعدات دون عوائق وتهيئة الظروف الأمنية لتوزيع هذه الإمدادات بأمان.

ما هي خدماتكم الحالية في غزة؟

تشمل الاستجابة الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة دعم الأشخاص الذين أصبحوا عرضة للخطر بسبب هذا النزاع لتلبية احتياجاتهم الأساسية والحفاظ على سبل عيشهم، وتقديم وتمكين الاستجابة الطبية الطارئة والحصول على المياه النظيفة والكهرباء، وجمع شمل العائلات، بالإضافة إلى ضمان معاملة كريمة للرفات البشرية. ويتم ذلك بالتنسيق الوثيق مع شركاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، خاصةً الهلال الأحمر الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالاستجابة الصحية، تعاونت اللجنة الدولية و14 جمعية وطنية للصليب الأحمر لافتتاح مستشفى ميداني بسعة 60 سريرًا في رفح، غزة، للمساعدة في تلبية الاحتياجات الطبية الهائلة. ومنذ افتتاحه في مايو (أيار/ ماي) 2024، أجرى مستشفى الصليب الأحمر الميداني أكثر من 80,000 استشارة طبية، وأجرت الفرق الجراحية أكثر من 3,400 عملية جراحية.

قدمت اللجنة الدولية أيضًا إمدادات طبية، بما في ذلك أطقم إسعافات أولية لمصابي الأسلحة، ومجموعات تضميد الجروح، وأدوية، ومجموعات إسعافات أولية، إلى 25 مرفقًا صحيًا محليًا، ومقدمي خدمات الطوارئ الطبية، ووزارة الصحة.

وتدعم اللجنة الدولية كذلك ستة مطابخ مشتركة، تقع في مناطق مختلفة فى دير البلح وخان يونس، حيث يُنتج كل مطبخ وجبات ساخنة لأكثر من 19,200 شخص. كما تدعم مرافق الخبز المجتمعية الموجودة في 15 ملجأ في جميع أنحاء غزة. توفر هذه المرافق وصولًا موثوقًا به إلى الخبز الطازج لـ 12,500 نازح يوميًا، ويبلغ إجمالي الإنتاج اليومي 70,000 رغيف خبز.

وساعدت اللجنة الدولية أكثر من 1.5 مليون شخص في الحصول على المياه النظيفة من خلال دعم مقدمي الخدمات المحليين لتوفير المياه، وإجراء إصلاحات في الشبكات، وتشغيل آبار المياه ومحطات تحلية المياه. كما وزعت أكثر من 121,000 قطعة من لوازم الطب الشرعي، بما في ذلك واقيات الوجه وأكياس الجثث، لتسهيل إدارة رفات الموتى بكرامة، وتحديد هويتهم، وإعادتها في نهاية المطاف إلى عائلاتهم. وتظل اللجنة الدولية ملتزمة بخدمة المدنيين في غزة، ولكن الوصول الإنساني السريع وغير المعوق يشكل أهمية بالغة لتحقيق هذه المهمة.

أخبرينا بالمزيد عن جهود التسهيل مع السلطات المصرية منذ بداية الأزمة.

منذ تصاعد النزاع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دأبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة على التعاون الوثيق مع السلطات المصرية، لا سيما في ظل الدور البارز لمصر وجهود الوساطة التي تبذلها لتخفيف معاناة السكان المدنيين في غزة.

وقد لعبت مصر دورًا محوريًا في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح قبل إغلاقه. كما لعب الهلال الأحمر المصري، شريكنا الإنساني الرئيسي في مصر، دورًا بالغ الأهمية في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة. ونعمل معه عن كثب لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا.

منذ بداية الأزمة، دعمت السلطات المصرية والهلال الأحمر المصري عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة من خلال تسهيل حركة موظفينا ونقل مساعدات اللجنة الدولية عبر معبر رفح. ونحن ممتنون للغاية لدعمهم المتواصل. وفي عام 2024، وبالشراكة مع الهلال الأحمر المصري، قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع 10200 طن من المساعدات الأساسية – عبر معبر رفح – لتلبية الاحتياجات الماسة في غزة.

spot_imgspot_img