ذات صلة

أحدث المقالات

ترشيح ترامب لدوك بوشان سفيرًا في المغرب: تعزيز للعلاقات أم محاباة سياسية؟”

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد...

معركة المناصب في الاتحاد الإفريقي: بين الدعاية الجزائرية والحقائق الدبلوماسية

في كواليس الاتحاد الإفريقي، تدور معركة دبلوماسية شرسة لا تقل ضراوة عن النزاعات السياسية في القارة. بين حملات إعلامية مضللة وصراعات على النفوذ، تحاول الجزائر تصوير تأجيل الانتخابات على أنه “فشل مغربي”، بينما تكشف الوقائع أن المعركة لا تزال مفتوحة، وأن المغرب يمتلك فرصًا حقيقية لقلب الطاولة. فهل يستطيع استغلال هذا التأجيل لتعزيز تحالفاته واستعادة موقعه داخل المنظمة القارية؟ وهل تنجح الدبلوماسية المغربية في التصدي للدعاية الجزائرية وكشف تناقضاتها؟ الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة.

هل فقد المغرب مقعده أم أن الجزائر تُضلل الرأي العام؟

تحاول الجزائر، عبر وسائل إعلامها الرسمية، تصوير تأجيل انتخابات مجلس السلم والأمن الإفريقي على أنه “فشل مغربي”، لكن الواقع يُثبت أن المعركة لا تزال مفتوحة. فبدلاً من أن تحقق الجزائر انتصارًا دبلوماسيًا، انتهى بها الأمر في مواجهة تعطيل متبادل مع المغرب، ما دفع الاتحاد الإفريقي إلى تأجيل التصويت بسبب انقسام الأصوات وعدم حصول أي طرف على الأغلبية المطلوبة.

من الواضح أن هذه الدعاية تسعى إلى إعادة صياغة الوقائع لصالح الجزائر، في محاولة لإخفاء فشلها في فرض مرشحها على الدول الإفريقية. وهنا، يبرز السؤال: إذا كانت الجزائر قد “انتصرت” كما تدعي، فلماذا لم تنجح في حسم المعركة لصالحها؟

كيف يمكن للمغرب استغلال هذا التأجيل لصالحه؟

إعادة ترتيب التحالفات:
التأجيل ليس خسارة، بل فرصة ذهبية للمغرب لإعادة تقييم استراتيجيته، وتعزيز تحالفاته داخل الاتحاد الإفريقي. يمكنه استغلال الانقسام بين الجزائر ومصر لفتح قنوات جديدة مع الدول المترددة أو التي لم تحسم موقفها بعد.

التأثير على معركة نائب رئيس المفوضية:
إلى جانب المنافسة على مجلس السلم والأمن، تخوض لطيفة أخرباش مواجهة ثلاثية ضد المرشحة الجزائرية سلمى مليكة حدادي، والمصرية حنان مرسي. مع وجود خلافات بين الجزائر ومصر، قد يتمكن المغرب من تعزيز موقعه في هذا السباق الدبلوماسي.

فضح التناقضات الجزائرية:
الدعاية الجزائرية لا تقتصر على هذه القضية فقط، بل هي جزء من حملة أوسع لتشويه صورة المغرب داخل الاتحاد الإفريقي. ورغم ذلك، فإن الجزائر لم تستطع تأمين انتصارها بنفسها، ولم تحقق أي تقدم يُذكر، مما يعكس ضعف استراتيجيتها الإفريقية مقارنة بالحضور المغربي الفاعل داخل المنظمة القارية.

هل تستطيع الدبلوماسية المغربية قلب الطاولة؟

المغرب ليس في موقف ضعف، بل على العكس، لا يزال يمتلك أوراقًا قوية للمناورة. نجاحه يعتمد على تحركه السريع والذكي لإعادة بناء التحالفات، وتعزيز دوره داخل الاتحاد الإفريقي. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد موازين القوى، فهل سينجح المغرب في تحويل الأزمة إلى انتصار دبلوماسي جديد؟

spot_imgspot_img