بينما جاءت البيانات الرسمية وحتى الكتابات الصحفية والإعلامية ذات الصلة بالزيارة الأخيرة لـ مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، إلى لبنان، مقتضبة وخالية من أية تفاصيل، كشفت المسؤولة الأمريكية مؤخرًا خطوط ما جرى بهذه الزيارة وذلك خلال لقاءٍ لها مع محطة سكاي نيوز عربية.
لقاء أورتاغوس عبر شاشة سكاي نيوز تم في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، حيث كانت هناك لحضور فعاليات مؤتمر حوار الشرق الأوسط – أمريكا (MEAD)، والذي استضافته أبوظبي، يوم 8 أبريل (نيسان) الجاري.
وقد تطرق اللقاء إلى عددٍ من المحاور هي: الوضع المالي في لبنان، إعمار الجنوب، سلاح حزب الله، المفاوضات النووية الأمريكية – الإيرانية، والشراكة اللبنانية – الأمريكية والتطبيع.
الوضع المالي في لبنان
قالت مورغان أورتاغوس، إن الوضع المالي الكارثي في لبنان لا يمكن تجميله.
وأضافت أورتاغوس: “لبنان بحاجة للتخلص من الأشخاص المستفيدين من النظام الفاسد”.
كما قالت إن البلد – لبنان – بحاجة أيضًا لتمرير قانون السرية المصرفية، وقانون تسوية الأوضاع المصرفية.
كذلك أشارت لرغبة واشنطن بتقديم المساعدة للبنان عن طريق جمع القطاع الخاص بالدول الغربية وتوجيهه نحو مشروعات إعادة إعمار لبنان، وبخاصة الجنوب حتى لا تتحمل بيروت المزيد من ديون البنك الدولي.
وذكرت نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، أن لدى الأمريكيين رغبة بأن يكون لبنان رائدًا بالشرق الأوسط بمجالات الاستشارات والتعليم والخدمات المصرفية.
إعمار الجنوب
كشفت أورتاغوس عن أن لقائها الأخير مع نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، يعد اللقاء الأول، موضحةً أنه جاء بهدف التعارف فقط.
المبعوثة الأمريكية كشفت كذلك عن وجود مقترح بإنشاء منطقة اقتصادية بجنوب لبنان، بينما أوضحت أن لا أحد من الشركاء ومن بينهم الشركاء الخليجيين، يريد المساهمة بإعادة إعمار الجنوب وتسليمه مرة أخرى لحزب الله، معتبرةً هذا الأمر ليس إنذارًا وإنما هو الواقع.
سلاح حزب الله
صرحت مورغان أورتاغوس بأن التطرف لا يمكن نزعه من المجتمعات، ولكن يمكن نزع السلاح الذي بيد التطرف، مستشهدةً بالتجربة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها دليل على ذلك.
كما صرحت بأن الطريقة الوحيدة لعيش الشعب اللبناني بسلام، من وجهة نظرها، هو رفض الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأي جهات أخرى تأتي بالسلاح إلى لبنان، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن الدولة اللبنانية لم تريد التورط في حرب 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بل جرها حزب الله وإيران.
وكشفت المسؤولة الأمريكية التي درست التطرف بالجامعة، أن الجيش اللبناني صار الآن قادرًا على نزع سلاح حزب الله وتطبيق القرار رقم 1701، ولكن الأمر – بحسب قولها – يحتاج لإرادة سياسية.
كذلك كشفت عن أنه يمكن البدء بنزع السلاح الموجود بالجنوب، ثم بعد ذلك باقي لبنان.
ومن بين ما كشفت عنه في لقائها مع سكاي نيوز، وبخلاف ما سبق، هو أن خطة صندوق النقد تجاه لبنان، تستهدف شريان الحياة الأخير لحزب الله وهو اقتصاد الكاش، وعبرت عن ذلك بقولها: “اقتصاد الكاش، كان أحد أسباب حياة الحزب بالسنوات الماضية”، وأضافت: “في حال اقتناع الحكومة والبرلمان اللبنانيين بهذا الدواء المر سوف تكون الولايات المتحدة وشركائها الخليجيين مستعدون للمساعدة”.
المفاوضات النووية الإيرانية
خلقت نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، حالة من الربط بين مصير لبنان ومصير المفاوضات النووية الأمريكية – الإيرانية التي من المقرر أن تبدأ اليوم في العاصمة العمانية، مسقط.
وصرحت بأن إدارة دونالد ترامب تريد حلًا سلميًا للملف النووي الإيراني، بينما اعتبرت أن الخيارات الأخرى للتعامل مع ذلك الملف سوف تكون كارثية، كما ذكرت أن واشنطن تجلس على طاولة المفاوضات بحسن نية وبغية التوصل لحل يرضي الرئيس ترامب الذي أوضح أن إيران لن تنتج في عهده سلاحًا نوويًا، وهذه هي الخطوط الحمراء (وفقًا لتصريحاتها).
الشراكة مع الولايات المتحدة والتطبيع
تطرقت أورتاغوس لموضوع الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان، وقالت عن هذا الأمر إنه متروك للبنانيين، كما أضافت: “إما خيار الشراكة مع الولايات المتحدة، وإما خيار البقاء في الإفلاس”، معربةً عن أملها بأن يختار لبنان خيار الشراكة مع الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالتطبيع بين اللبنانيين والإسرائيليين، أوضحت أن هدف واشنطن الحالي هو وقف إطلاق النار وإعادة إعمار الجنوب، وأنه إذا قررت الحكومة اللبنانية الخيار الصعب، سوف يكون من الرائع أن يجري التوصل بالنهاية لاتفاق حدودي يرضي الطرفين وبعده حل نهائي.