ذات صلة

أحدث المقالات

“المغرب على أعتاب حرب تجارية عالمية: هل يصبح البوابة الصناعية بين الصين وأوروبا؟”

في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة، يبرز المغرب كنقطة...

الدبيبة وملف الصحراء المغربية: انحياز أم مناورة سياسية؟

في خطوة أثارت الجدل وفتحت الباب أمام العديد من...

“إصلاح مدونة الأسرة: رؤية ملكية توازن بين الشريعة الإسلامية وعدالة القيم الكونية”

في خطوة جديدة تُجسّد الرؤية الملكية، ترأس صاحب الجلالة...

التنسيق العربي بعد سقوط نظام الأسد.. هل يقود لإعادة بناء سوريا؟

الإمارات تبحث تطورات سوريا مع سلطنة عمان والكويت والمغرب...

هل الرسالة الإسرائيلية إلى هيئة تحرير الشام تمثل تحولاً استراتيجيًا أم استمرارًا للتدخل؟

أثار تقرير الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد تساؤلات حول الخطوات التي اتخذتها إسرائيل في سياق النزاع السوري، بعد الكشف عن رسالة بعثتها إلى هيئة تحرير الشام (HTS). هذه الرسالة، التي جاءت عبر ثلاث جهات وسيطة، حملت تحذيرًا صارمًا بعدم الاقتراب من الحدود الإسرائيلية.

لكن ما الذي يدفع إسرائيل للتواصل مع هيئة تُعد واحدة من أكثر الفصائل جدلًا في سوريا؟ هل الهدف هو حماية الحدود فقط، أم أن هناك نوايا أعمق تتعلق بإعادة ترتيب المشهد السوري لصالحها؟

إسرائيل بين دعم الفصائل والحد من التهديدات
رافيد أشار إلى علاقات وثيقة تجمع إسرائيل مع عدة جهات داخل سوريا، مثل المجموعات الكردية في الشمال والطائفة الدرزية في الجولان. السؤال هنا: هل هذا التعاون هو استراتيجية دفاعية، أم أنه جزء من مسعى لتوسيع نفوذها الإقليمي؟

تدّعي إسرائيل أنها على استعداد للتدخل إذا تعرضت الطائفة الدرزية في سوريا للخطر، فهل يمكن اعتبار ذلك التزامًا إنسانيًا أم مجرد ذريعة لتبرير تدخلها العسكري؟

موقف إسرائيل من هيئة تحرير الشام: ازدواجية في التعامل؟
من المثير للاهتمام أن إسرائيل تُظهر شكوكًا أكبر تجاه هيئة تحرير الشام مقارنة بمواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية. هذا يطرح تساؤلات حول طبيعة الرسائل التي تُرسلها إلى الهيئة، خاصة إذا كانت تُعدّها طرفًا مشكوكًا فيه.

لماذا إذن الانخراط مع هيئة تحرير الشام إذا كانت الشكوك تحيط بها؟ هل تكتيك الرسائل هذا يعكس محاولات لإضعاف قوى معينة في سوريا مع الحفاظ على خطوط الحماية لإسرائيل؟

الغارات الجوية المكثفة: أهداف تكتيكية أم استراتيجية طويلة الأمد؟
تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا، والذي تجاوز 400 غارة مؤخراً، يشير إلى استهداف ممنهج للبنية العسكرية السورية. هذا يشمل تدمير المستودعات العسكرية والقوات الجوية والبحرية وحتى برامج الأسلحة الكيميائية.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل تسعى إسرائيل فقط لتدمير قدرات الجيش السوري كإجراء دفاعي، أم أنها تهدف إلى تغيير التوازن العسكري في المنطقة بشكل دائم لضمان تفوقها؟

التداعيات الإقليمية: ماذا بعد إضعاف الجيش السوري؟
رافيد أكد أن إسرائيل تريد ضمان أن أي طرف يسيطر على سوريا مستقبلاً سيحتاج وقتاً طويلاً لإعادة بناء جيشه، مما يجعل سوريا أقل تهديدًا.

لكن هذا السيناريو يفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثير هذه السياسة على استقرار المنطقة ككل.

  • هل يؤدي إضعاف الجيش السوري إلى تفاقم نفوذ الفصائل المسلحة والإرهابية؟

  • كيف يمكن أن تؤثر هذه التطورات على العلاقات الإسرائيلية مع الدول الكبرى، خاصة روسيا التي تملك وجودًا عسكريًا كبيرًا في سوريا؟

دور المجتمع الدولي: غياب أم تواطؤ؟
يظهر في المشهد غياب واضح لدور فاعل للمجتمع الدولي في وقف تصعيد التوتر في سوريا، مع تزايد التدخلات الإسرائيلية.

هل يعكس هذا الغياب حالة من التواطؤ غير المباشر، أم أن المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد حلول جذرية للنزاع؟

ختامًا: نحو إعادة النظر في الحسابات الإقليمية

التطورات الأخيرة تؤكد أن إسرائيل تسعى لاستغلال الوضع المضطرب في سوريا لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

لكن يبقى السؤال الأكبر: هل يمكن لهذا النهج أن يحقق استقرارًا دائمًا، أم أنه يزيد من تعقيد الصراع؟ وكيف يمكن لسوريا الخروج من دوامة التدخلات الخارجية لبناء مستقبل أكثر استقرارًا؟

spot_imgspot_img