ذات صلة

أحدث المقالات

مشروع قانون أمريكي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية: تحوّل تشريعي أم ورقة ضغط استراتيجي؟

في مشهد يعكس تزايد التداخل بين الدينامية التشريعية الأمريكية...

الأمم المتحدة تشيد بخطة الاستجابة للاجئين في مصر

أشادت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا،...

الوضع الإقليمي يضغط على الموارد.. مصر والأمم المتحدة تطلقان خطة الاستجابة للاجئين

أطلقت وزارة الخارجية والهجرة المصرية، بالتعاون مع المفوضية السامية...

من حرب الوثائق المفبركة إلى ارتباك الخصوم: هل بات المغرب رقماً صعباً في معادلات الإقليم؟

قراءة في خلفيات الهجمة الإعلامية على المغرب والسياق الجيوسياسي...

الخليج على صفيح ساخن: هل باتت المنطقة على أعتاب مواجهة أمريكية–إيرانية شاملة؟

قواعد أمريكية في حالة تأهب، زعماء الخليج يطالبون بضبط...

هل تحارب إسرائيل إيران لتدمير برنامجها النووي؟.. أم لتغيير النظام؟

ما يحدث حاليًا بين إسرائيل وإيران، يعد نهاية مرحلة من حرب باردة إقليمية يعاني منها الشرق الأوسط الذي ظل وسوف يظل منطقة فراغ لم تستطع أي قوة من قواه الإقليمية أن تملؤه وحدها، كما لم تستطع قواه المختلفة أن تجلس معًا ويبحثوا أمر هذا الفراغ ويجدوا له الحلول الملائمة.

ويبدوا أن إسرائيل كانت قد خططت لاستراتيجيتها ضد إيران منذ سنوات طويلة، وربما عقب إسقاط نظام صدام حسين في سنة 2003، وما تلى ذلك من تمدد إيران بالإقليم شرقًا وغربًا، وشمالًا وجنوبًا.

لكن السؤال الملح الآن في ظل ما يجري: هل تريد إسرائيل فقط تدمير البرنامج النووي الإيراني؟.. أم إضعاف نظام الجمهورية الإسلامية لأقصى حد حتى إسقاطه؟.

 استراتيجية تقليم الأظافر أولًا.. ثم ضرب المركز ثانيًا

منذ عملية حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سعت تل أبيب ضمن ما قالت عنه إنه سوف يكون تغييرًا لوجه الشرق الأوسط لمدة الـ 50 سنة القادمة، لتحويل قطاع غزة لأكوام ركام وإدخال عناصر حماس للأنفاق، ثم توجهت بالوقت ذاته لحزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا بضربات جوية واغتيالات مؤثرة، وكانت النتيجة قبول حزب الله بالخروج من المواجهة وتلاها سقوط نظام الأسد.

كانت تلك هي سياسة تقليم أظافر إيران التي شرعت في تنفيذها إسرائيل بدعمٍ أمريكيٍ وغربيٍ، وصارت بعدها الأجواء مهيئة لتركيز المجهود الإسرائيلي نحو ضرب المركز، أي إيران ذاتها، ولكن يعني ذلك أيضًا أن إسرائيل سوف تنخرط في حرب مباشرة مع إيران لا يعلم أحد آثارها القريبة والبعيدة، وإن كانت تل أبيب تروج لذلك بأنه اقتلاع لقدرات بناء التهديدات من أساسه.

 مفاجأة الضربة

انتظرت إسرائيل حتى صدور تقرير مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وجه الإدانة لطهران على أنشطتها النووية، ومن ثم كانت السيناريوهات المطروحة أن هذه الدولة الآسيوية سوف تكون مع موعد جديد لإعادة فرض العقوبات عليها، وحتى مع قرار واشنطن بإخلاء موظفيها من بعض دول المنطقة، لم يكن متوقعًا أن يكون ذلك تمهيدًا لعمل عسكري تقدم عليه حكومة بنيامين نتنياهو ضد إيران.

مسار العملية العسكرية الحالية ضد إيران

بدأ مسار العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية ضد إيران، بسلسلة اغتيالات ضد قادة بالحرس الثوري وعدد من العلماء النوويين، وبعدها دخلت العملية مرحلة جديدة مستهدفةً تعرية السماء الإيرانية عبر تدمير جميع وسائل الدفاع الجوي، بالإضافة إلى ضرب مواقع البنية التحتية العسكرية الخاصة بالطائرات المسيرة، والمدنية الخاصة بقطاع الطاقة.

وعلى الرغم من الرد الإيراني عبر توجيه الصواريخ صوب إسرائيل وإدخال سكانها الملاجئ وفرض حالة الحرب عليها داخليًا وعلى مواطنيها، لكن تبقى آثار العملية العسكرية الإسرائيلية واضحة من حيث فاعليها على القدرات الدفاعية الإيرانية واحتمالات الصمود الطويل وتبديد مخزونات طهران الصاروخية، وهي عنصر هام في معادلة الردع.

 ماذا يعني سقوط النظام الإيراني للمنطقة؟

لا يمكن الاختلاف على محورية النظام الإيراني الحالي ضمن منظومة الشرق الأوسط السياسية والأمنية، فهذا النظام وتحديدًا خلال الـ 20 سنة الأخيرة، مارس سياسات خارجية أثرت على جغرافيا المنطقة، وبالتالي فإن سقوطه بالقوة سوف يؤدي لا محالة إلى دخول الشرق الأوسط ضمن طور تشكيل جديد، لا خطوط عريضة ولا قواعد له، كما أنه ومن المعروف أن الجماعات الفاعلة من غير الدول سوف تكون عنصرًا أساسيًا من عناصره، وبخلاف أن بعضًا من دوله ستسعى لامتلاك سلاحٍ نوويٍ كأمر مشروع سوف تغذيه السيولة القائمة عند قمة النظام الدولي.

لكن بالوقت ذاته، إذا كان الإسرائيليون قالوا بأنه سوف يغيرون الشرق الأوسط، ومؤخرًا صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه منع حكومة تل أبيب من اغتيال مرشد إيران، علي خامنئي، فإن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالخ، قال في تصريحات لقناة الجزيرة بعد إسقاط نظام صدام حسين، إنه لم يكن يتخيل أن هذا النظام – صدام – قويًا لدرجة عدم قدرة دول المنطقة على إسقاطه واستدعاء تحالف دولي بقيادة أمريكية لإسقاطه، فهل يكون هذا هو الحل مع نظام إيران الحالي؟.

spot_imgspot_img