ذات صلة

أحدث المقالات

صحيفة الأهرام القاهرية تبرز في افتتاحيتها تطور العلاقات المصرية – المغربية

أبرزت صحيفة الأهرام القاهرية، كبرى الصحف المصرية المملوكة للدولة...

المغرب وكينيا: هل نحن أمام تحوّل إفريقي يتجاوز الانتصار الدبلوماسي؟

قراءة في مقال عزيز رباح حول الشراكة المغربية الكينية في...

هل تندلع شرارة النهاية في تندوف؟ مجزرة “مخيم الداخلة” تفتح جراحًا عميقة وتُحيي حلم العودة إلى المغرب

في غمرة انشغال الجزائر بصراعاتها المتعددة في منطقة الساحل، خصوصًا أزمتها الأخيرة مع مالي عقب إسقاط الطائرة المُسيّرة، والتحالفات المتزايدة ضدها من النيجر وبوركينا فاسو، انفجرت أزمة من نوع آخر داخل بيتها الخلفي – أو بالأحرى، داخل ما تعتبره “دولة مؤقتة” تابعة لجبهة “البوليساريو”. المشهد الدموي الذي شهده “مخيم الداخلة” يُنذر بتحول خطير في المعادلة.

هل تجاوز غضب الصحراويين حدود التحمل؟

ما كان في البداية حادث تنقيب عن لقمة العيش، سرعان ما تحوّل إلى احتجاجات عارمة، بل إلى مشاهد دموية إثر تدخل الجيش الجزائري بالرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما موريتاني، وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال.

لكن الأهم من ذلك، أن أصواتًا بدأت تعلو من داخل المخيمات: “بغينا نروحو للمغرب”. فهل هو مجرد غضب لحظي، أم أن الحلم بالعودة إلى الوطن بدأ يتبلور في وجدان المحتجزين؟

لماذا سُمع صوت الجندي الجزائري يقول: “اذهبوا”؟

فيديو انتشر على نطاق واسع، يُظهر جنديًا جزائريًا يرد على صحراوي غاضب يلوّح بالهجرة إلى المغرب: “اذهبوا”.

هل يعكس هذا الموقف الرسمي للجزائر؟ وهل تعب النظام الجزائري من تمويل “الدولة الوهمية” في تندوف بمليار دولار سنويًا، بحسب أرقام موقع “ألجيري بارت”؟ وهل بدأت الجزائر تفكر في التخلص من عبء الجبهة بعدما أصبحت عبئًا سياسيًا واقتصاديًا؟

أين “البوليساريو” من كل هذا؟

في وقت كان يُفترض فيه أن “قيادة الجبهة” تدافع عن “الشعب الصحراوي”، التزمت الصمت. لا بيان رسمي، ولا رواية تفسر ما حدث، وكأن الدم المسفوك لا يعنيها. هل فقدت القيادة مصداقيتها داخل المخيمات؟ وهل تعكس هذه الأحداث بداية تصدع داخلي قد يقلب موازين القوة داخل تندوف؟

الاحتجاجات… من الاجتماعي إلى السياسي

المنتدى الصحراوي “فورساتين” تحدث عن مجزرة حقيقية في قلب “مخيم الداخلة”، حيث استُخدم الرصاص الحي ضد مدنيين، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الإنسانية. أما الحسابات الداعمة للبوليساريو، فرغم أنها اعترفت بمقتل صحراوي على يد الجيش، فقد بدت رواياتها “مخففة”، دون أي دعوة للمحاسبة أو التوضيح. من المستفيد من هذا الصمت؟

هل هي بداية النهاية لمخيمات العار؟

التحول الجذري في خطاب المحتجزين في تندوف، من الاستغاثة بـ”القيادة الصحراوية” إلى الدعوة الصريحة للعودة إلى المغرب، يستحق وقفة. فهل نحن أمام لحظة تاريخية ستغير مستقبل هذا الملف الشائك؟ وهل يدرك العالم أن استمرار صمته يُغذي المأساة؟ وهل من تدخل دولي فعلي هذه المرة لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين؟

spot_imgspot_img