دعم فرنسا لسيادة المغرب على الصحراء: تأثيرات استراتيجية ودلالات مستقبلية
في تصريحات جديدة، تناول السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافيي دريانكور، تطورات دعم باريس لسيادة المغرب على الصحراء وكيف أن هذا الموقف قد يكون له تأثير “الدومينو” في قارة أوروبا.
وفي حديثه مع صحيفة “لو بوان” الفرنسية، قدم دريانكور رؤى متعمقة حول الأسباب والتداعيات المرتبطة بهذا الدعم الفرنسي.
موقف باريس: تقييم استراتيجي واعتبارات دبلوماسية
أوضح دريانكور أن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن دعمه لسيادة المغرب على الصحراء، لم يكن مفاجئاً له. فقد جاء هذا القرار بعد فترة من التطورات الملحوظة، بدءاً من زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني في فبراير، التي أعطت زخماً للموقف الفرنسي. بحسب دريانكور، فإن باريس وجدت صعوبة في تحقيق توازن بين مصالحها مع الجزائر والمغرب، وهو ما أثر على العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية.
وأشار دريانكور إلى أن فرنسا، بعد تقييم الفوائد والمساوئ، قررت أن دعم المغرب يتفوق على المساوئ المرتبطة بالخلاف مع الجزائر. وأوضح أن هذا التوجه سيعود بالنفع على فرنسا من خلال تعزيز الفرص الاقتصادية، خاصة في ظل التطلعات الفرنسية للاستثمار في الصحراء المغربية وتطلعات كأس العالم 2030.
تأثير “الدومينو” في أوروبا: فرنسا كمحفز
دريانكور يرى أن موقف فرنسا قد يؤدي إلى تأثير “الدومينو” بين الدول الأوروبية الأخرى. فمع اتخاذ باريس هذا الموقف، قد تشعر دول أوروبية أخرى بالجرأة لتبني مواقف مماثلة، مما قد يؤدي إلى دعم واسع النطاق للمغرب ويعزل الجزائر على الساحة الدولية. وهذا التطور، حسب دريانكور، يمثل مصدر قلق كبير للجزائر، التي تخشى من فقدان دعم حلفائها الأوروبيين.
فرص الاستثمار والنفوذ في القارة الأفريقية
أضاف دريانكور أن دعم فرنسا للمغرب سيخلق فرصاً جديدة للشركات الفرنسية في المغرب، حيث كانت الاستثمارات الفرنسية في الصحراء متوقفة بسبب النزاع. وهذا يشمل مشاريع كبيرة محتملة في إطار التحضير لكأس العالم 2030، حيث من المتوقع أن تتزايد التعاون الفرنسي المغربي.
فيما يتعلق بالنفوذ في القارة الأفريقية، أشار دريانكور إلى أن تعزيز العلاقات مع المغرب قد يكون له تأثير استراتيجي، حيث يتنافس المغرب والجزائر على النفوذ في أفريقيا. وأكد أن باريس قد تلعب دوراً مهماً في إعادة تشكيل موازين القوى، خصوصاً في ظل الأجندة المغربية الجديدة نحو الواجهة الأطلسية للقارة.
ختاماً: المصالحة كهدف رئيسي
سلط دريانكور الضوء على أن الهدف الأسمى من الموقف الفرنسي هو تحقيق المصالحة مع المغرب. وأكد أن باريس تدرك أن هناك طرقاً محدودة للتصالح مع الرباط، وأن دعمها لسيادة المغرب على الصحراء هو خطوة هامة في هذا الاتجاه.
في النهاية، فإن الموقف الفرنسي يعكس تحولاً استراتيجياً قد يؤثر بشكل كبير على السياسة الأوروبية والإفريقية، ويعزز من موقف المغرب في النزاع الإقليمي بينما يضع الجزائر في موقف دفاعي.