ذات صلة

أحدث المقالات

مستقبل الحكومة المغربية بين الشرعيتين الانتخابية والدستورية: تحليل نقدي لرؤية د. الحسن عبيابة

في مقالته الأخيرة، تحت عنوان "مستقبل الحكومة بين السياق الانتخابي...

“سفارة المغرب بواشنطن: بين الاعتراف الأمريكي وغياب الدبلوماسية النشطة – هل تُهدر الفرص الذهبية؟”

تشكل الدبلوماسية المغربية حجر الزاوية في تعزيز مكانة المملكة...

“أشهبون في مرمى الانتقادات: هل اعتذاره كافٍ لمعالجة أزمة المغاربة في هولندا، أم أنه مجرد ابتعاد عن واقعهم المعاش؟”

هل اعتذار “حوار” عن مغاربة هولندا يعكس واقعًا أم تجاهلًا؟

في مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة “حوار” مؤخرًا في هولندا، وجه قاسم أشهبون رسالة اعتذار نيابة عن المغاربة المقيمين في هولندا، يعبر فيها عن الأسف لعدم الاندماج الكامل لهذه الجالية في المجتمع الهولندي. بينما بدت كلمته محاولة لتفسير الأحداث الأخيرة في أمستردام، خاصة تلك التي شهدت اشتباكات بين شباب مغاربة ومشجعي فريق إسرائيلي، إلا أن هذه التصريحات تثير أكثر من تساؤل وتناقض.

التناقض في الاعتذار: هل المغاربة ضحايا أم مسؤولين؟

من جهة، يسلط أشهبون الضوء على التهميش والتمييز العنصري الذي تعاني منه الجالية المغربية في هولندا، مشيرًا إلى غياب الاندماج الكامل رغم الإسهامات الكبيرة للمغاربة في بناء هولندا الحديثة. هذا الموقف يبدو منطقيًا في سياق الجدل الذي نشأ بعد الأحداث الأخيرة في أمستردام، التي ربطت بعض الأوساط السياسية الهولندية العنف وعدم الاندماج بالجيل الجديد من المغاربة.

لكن من جهة أخرى، تتناقض تصريحات أشهبون مع الواقع الذي يعيشه العديد من أبناء الجالية المغربية في هولندا، الذين يتساءلون لماذا لم تُعطَ لهم الفرص الحقيقية لتطوير أنفسهم، بما في ذلك في التعليم والعمل، في حين يعانون من العنصرية في السوق الهولندي. هل مشكلة هؤلاء الشباب هي فقط في التجاهل من قبل المجتمع الهولندي، أم أن الجالية المغربية نفسها تتحمل جزءًا من المسؤولية في عدم تحقيق الاندماج الفعلي؟

إسهامات المغاربة أم التهميش المستمر؟

أشهبون يذكر في كلمته كيف لعب المغاربة دورًا كبيرًا في بناء هولندا الحديثة، مشيرًا إلى الجنود المغاربة الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية وتضحيات الأجيال السابقة من العمال المغاربة. لكن هل يعني هذا أن الجيل الحالي من المغاربة في هولندا يُنظر إليهم بنفس الطريقة؟ هل تمثل إسهاماتهم في الاقتصاد والسياسة نفس القيمة التي تمثلها تلك الإسهامات التاريخية؟ أم أن الواقع المعاش، الذي يعكس التفرقة العنصرية والتهميش، يختلف تمامًا؟

إذا كانت الجالية المغربية قد قدمت إسهامات حقيقية في هولندا، فما الذي يمنع هذه الجهود من أن تكون موضع تقدير حقيقي؟ هل هو التجاهل المؤسساتي الذي يعاني منه المغاربة، أم أن هناك عوامل ثقافية واجتماعية تمنع هذه الجالية من التقدم كما يجب؟

الأحداث في أمستردام: أكثر من مجرد شغب رياضي

ما حدث في أمستردام لم يكن مجرد شغب ملاعب، بل كان امتدادًا لصراع أعمق. فقد أظهرت الحادثة الاحتقان السياسي والاجتماعي داخل هولندا، حيث تصاعدت التوترات بسبب التصريحات المعادية للعرب والمسلمين، التي سادت خلال المباراة. هنا يطرح السؤال: هل يمكن اعتبار ما حدث مجرد رد فعل على الاستفزازات المتكررة؟ هل كان هذا العنف نتيجة مباشرة للتعامل الهولندي مع الجالية المغربية، أم أن هناك عوامل أخرى، مثل الفقر والبطالة، تلعب دورًا كبيرًا في هذه التوترات؟

الإعلام: أداة تأجيج أم وسيلة توعية؟

في تعليقه على دور الإعلام الهولندي، انتقد أشهبون التغطية الإعلامية التي استخدمت مصطلحات متحيزة وصورًا نمطية عن العرب والمسلمين، مما ساهم في تأجيج الوضع. هذا النقد محل تساؤل، خاصة عندما ننظر إلى الإعلام البديل الذي قدم تحليلات أكثر توازنًا. لكن، هل الإعلام الهولندي وحده هو المسؤول عن هذه الصورة النمطية؟ ألم يكن من الأجدى بالجالية المغربية أن تعمل بشكل أكبر على تعزيز الصورة الإيجابية لها في المجتمع الهولندي عبر وسائل الإعلام والأنشطة الاجتماعية؟

ما هو الحل؟

بينما يواصل قاسم أشهبون التأكيد على إسهامات المغاربة في هولندا، ويطالب بالاعتراف بها، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للجالية المغربية أن تحقق اندماجًا حقيقيًا في هولندا؟ هل سيكون الاعتذار وحده كافيًا لتغيير الوضع؟ أم أن الجالية بحاجة إلى تحرك عملي يعزز من حضورها في المجتمع الهولندي بشكل فعال، بعيدًا عن التصريحات الموسمية؟

هل نعيش في حلقة مفرغة من الجدل، أم أن الوقت قد حان لتقديم حلول حقيقية؟

بعض الأسئلة التي تثير الجدل:

  • هل الجالية المغربية في هولندا تتحمل جزءًا من المسؤولية في تدهور وضعها الاجتماعي؟

  • هل الاعتذار من أشهبون يكشف عن فهم عميق للواقع الهولندي، أم أنه محاولة لتغطية التحديات الحقيقية؟

  • هل هناك ضرورة لوجود إستراتيجيات عملية لتقوية اندماج المغاربة في هولندا؟

spot_imgspot_img