ذات صلة

أحدث المقالات

“إسبانيا تتجاهل مطالب البوليساريو: خريطة المغرب الكاملة تعرض من جديد على قناة RTVE!”

في خطوة لاقت صدى واسعًا، عرضت القناة الإسبانية الرسمية...

عودة آيمي كوترونا لتولي مهام السفارة الأمريكية بالمغرب: ماذا يعني هذا التعيين المؤقت؟

أعلنت السفارة الأمريكية بالرباط عن تولي الدبلوماسية آيمي كوترونا...

غانا تجمد علاقاتها مع “بوليساريو”: نجاح دبلوماسي جديد للمغرب يعزز مشروع الحكم الذاتي

في خطوة دبلوماسية بارزة، أعلنت جمهورية غانا تعليق علاقاتها...

“جمال السوسي: صوت مغربي يُقصى ويواجه شطط السلطة بسبب انتمائه الأمازيغي في معركة الهوية والعدالة”

بين الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ونضال جمال السوسي: هل تتحول الهوية إلى لعنة؟

تزامنًا مع احتفالات المغاربة برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير”، التي ترمز إلى الاعتزاز بالهوية والتراث، تظهر في الخلفية قصص تضع هذه الهوية تحت الاختبار. قصة الصحفي والناشط الرياضي جمال السوسي واحدة من هذه القصص التي تربط بين النضال من أجل العدالة وبين الإقصاء الذي يواجهه بسبب انتمائه وهويته.

رمزية الاحتفال وأبعاد الإقصاء

“إيض يناير” ليس مجرد مناسبة تقليدية، بل احتفاء بالعمق الثقافي والتاريخي للأمازيغية. ومع ذلك، كيف يمكن الحديث عن تعزيز الهوية الأمازيغية في وقت تُقصى فيه كفاءات بارزة كجمال السوسي، وتُحارب بسبب جذورها؟ أليس من المفارقة أن يتحول الاحتفاء بالهوية إلى غطاء لإخفاء مظاهر التهميش؟

حين تتحول الهوية إلى عائق

جمال السوسي، الذي عمل على تطوير الرياضة المغربية وأسّس الجامعة الملكية للجيوجيتسو البرازيلي وفنون القتال المختلطة، يواجه حربًا مفتوحة من جهات نافذة تدّعي أنها تتحرك وفق “تعليمات عليا”. هذه الجهات لم تكتفِ باستهدافه شخصيًا، بل عرقلت مشروعه الرياضي الذي أسس وفقًا للقوانين الوطنية.

يروي السوسي واقعة صادمة عندما واجهه وزير الشباب والرياضة السابق بقوله: “ما دمت حيًا، لن تكون رئيسًا لجامعة ملكية وأنت سوسي.” هذه العبارة تختزل معاناةً لا تخص السوسي وحده، بل تمس كل من يسعى إلى تحقيق حلم في وطن يرفع شعارات العدالة والمساواة.

هل يمكن أن يكون الانتماء الأمازيغي عائقًا أمام الطموح؟ وكيف يمكن للوطن أن يُقصي أبناءه بدلًا من دعمهم؟

حرب على الرياضة وعلى الحلم

الجامعة الملكية التي أسسها السوسي، بدلًا من أن تلقى الدعم اللازم، تعرضت لسلسلة من العراقيل الإدارية والقانونية. رغم استيفاء الجامعة لكل المتطلبات القانونية وفق القانون 30/09، إلا أن الجهات الوصية تعاملت مع هذا الإنجاز بازدراء وتجاهل.

ما الرسالة التي تُرسلها هذه المعاملة للشباب المغربي؟ وكيف يمكن للمغرب أن ينهض إذا كان يهمّش كفاءاته ويُحارب طموحاتهم؟

دعوة للتدخل الملكي

رغم الوثائق الرسمية والحجج الدامغة التي أضعها السوسي بين أيدي الجهات المعنية، بدءًا من القرار الوزاري الصادر وفق القانون المصادق عليه STATU FRMJJB 02، وصولًا إلى اعترافات الوزارة السابقة بشرعية ما أنجزه، يبقى السؤال المطروح: هل ستتحرك الجهات الرسمية لفتح تحقيق عادل وشفاف؟ وهل ستتدخل المؤسسات المسؤولة لوضع حد لهذا التهميش الممنهج؟

والأهم من ذلك، هل سيصل صوت هذه القضية إلى القصر الملكي، خاصة أن من يقصي جمال السوسي يدّعي امتلاكه “تعليمات ملكية”؟ هل سنشهد وقفة حقيقية تنتصر للعدالة وتعيد الأمور إلى نصابها، أم أن هذا الملف سينضم إلى قائمة القضايا التي تُطوى بلا إنصاف؟

قضية وطن وليست قضية فرد

قضية جمال السوسي ليست مجرد قصة شخصية بل قضية تمس القيم والمبادئ التي يطمح إليها كل مواطن مغربي. إنها قضية إنصاف وهوية وكرامة.

فهل سيُسمع صوت العدل في هذه القضية؟ وهل سيتحرك المسؤولون لإنصاف كفاءة وطنية خدمت الرياضة والثقافة المغربية؟

إنها لحظة للتأمل والمحاسبة، لأن مستقبل الوطن لا يُبنى على الإقصاء، بل على احتضان طاقاته ودعمها.

spot_imgspot_img