حظيت المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007، باعتراف دولي واسع يؤكد جديتها وواقعيتها. وأبرز هذا الدعم مؤخرًا تصويت مجلس الشيوخ الشيلي بالإجماع لصالح قرار يؤيد هذه المبادرة كحل نهائي ومستدام للنزاع حول الأقاليم الجنوبية. هذا الإجماع الشيلي لم يكن مجرد دعم عابر، بل يعكس تحولًا عالميًا نحو تبني الرؤية المغربية كإطار عملي لتسوية النزاعات.
ما الذي يجعل هذه المبادرة فريدة؟
وصف قرار مجلس الشيوخ الشيلي المبادرة المغربية بأنها “الأساس الأكثر جدية وواقعية” لضمان السلام والرفاه في المنطقة. فما الذي يدفع دولًا مثل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وحتى إسبانيا، لتأييدها؟ هل هو نجاح المملكة المغربية في إرساء نموذج سياسي قائم على الاستقرار والتوازن؟ أم أنها الحكمة الملكية التي رسمت مسارًا واضحًا لتجاوز الأزمات الإقليمية؟
دعم دولي غير مسبوق
منذ طرحها، حظيت المبادرة بدعم من قوى دولية مؤثرة، من بينها الولايات المتحدة التي أكدت أكثر من مرة أن هذه المبادرة هي السبيل الأنجح لتسوية النزاع. مجلس الشيوخ الشيلي انضم إلى هذا التوجه، مبرزًا أهمية القرار 1754 الصادر عن مجلس الأمن في أبريل 2007، والذي أطر المبادرة كقاعدة للتفاوض والحل.
الشيلي وموقعها في دعم المبادرة المغربية
القرار الشيلي لم يكن مجرد خطوة رمزية. فقد جاءت المبادرة من الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ، ياسنا بروفوستي، التي تترأس حاليًا مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-الشيلية. هذا يدل على التزام برلماني عميق بتقوية العلاقات الثنائية ودعم رؤية المغرب. كيف يمكن لهذا الدعم أن يؤثر على مواقف دول أمريكا اللاتينية الأخرى؟ وهل يمكن أن نشهد موجة اعتراف إقليمية مشابهة قريبًا؟
الحكمة الملكية في قلب الإجماع الدولي
مرة أخرى، تثبت السياسة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، قدرتها على تقديم حلول مبتكرة ومقبولة دوليًا. مبادرة الحكم الذاتي ليست فقط مقترحًا سياسيًا، بل رؤية شاملة تسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة تعاني من النزاعات والتوترات.
السؤال المطروح الآن:
إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه المبادرة نموذجًا للدبلوماسية الذكية في تسوية النزاعات الإقليمية الأخرى؟ وهل سيشهد العالم مزيدًا من تبني هذه الرؤية المغربية التي تجمع بين الواقعية والحكمة السياسية؟
التحول الذي حققته المبادرة المغربية لم يكن مصادفة. إنه نتاج عمل دؤوب ودبلوماسية فعالة تعكس رؤية قيادية فريدة جعلت من المغرب منارة للحلول الواقعية في عالم مليء بالأزمات.