ذات صلة

أحدث المقالات

مستقبل الحكومة المغربية بين الشرعيتين الانتخابية والدستورية: تحليل نقدي لرؤية د. الحسن عبيابة

في مقالته الأخيرة، تحت عنوان "مستقبل الحكومة بين السياق الانتخابي...

“سفارة المغرب بواشنطن: بين الاعتراف الأمريكي وغياب الدبلوماسية النشطة – هل تُهدر الفرص الذهبية؟”

تشكل الدبلوماسية المغربية حجر الزاوية في تعزيز مكانة المملكة...

هل تباهي وزارة بنسعيد بالتعايش ينسجم مع إقصاء أول مجلة يهودية مغربية؟

في عالم تسوده التحديات الثقافية والاجتماعية، تبرز مجلة “ميمونة” كمنصة فريدة تسلط الضوء على التراث اليهودي المغربي، مظهرةً جمال التعايش التاريخي بين المسلمين واليهود في المغرب. تعكس مقالاتها العميقة وحواراتها المثرية نموذجًا فريدًا من التعايش الثقافي في مواجهة عراقيل مختلفة.

ومع ذلك، تواجه هذه المبادرة عراقيل تهدد استمرارها، مما يطرح تساؤلات حول قدرة مثل هذه الجهود على الصمود أمام التحديات.

التعايش الثقافي في مواجهة العراقيل: مجلة “ميمونة” نموذجًا للتحديات

في ظل حديث محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن “التعايش الاستثنائي” في المغرب ودوره كنموذج عالمي، تظهر تناقضات على الأرض تسائل مدى التزام مؤسسات الوزارة بدعم هذا النموذج. واحدة من أبرز هذه التحديات تتمثل في مجلة “ميمونة”، المجلة الفريدة من نوعها التي أسسها الصحفي والكاتب جمال السوسي منذ عام 2013 للاحتفاء بالثقافة اليهودية المغربية وتعزيز الحوار بين مكونات المجتمع.

إقصاء أم سوء إدارة؟

على الرغم من كون “ميمونة” مشروعًا ثقافيًا ينسجم مع رؤية المغرب كدولة داعمة للتنوع، إلا أن المجلة تواجه إقصاءً وتضييقًا مستمرًا، وفقًا لما صرح به مؤسسها. تعاني المجلة من القرصنة، بالإضافة إلى محاولات تعطيل عملها من قبل أطراف وصفها السوسي بأنها معادية لليهود في الداخل والخارج.

لكن التساؤل الذي يطرح نفسه: لماذا لا تُولي مديرية الثقافة الاهتمام الكافي لهذا المشروع؟ وهل هذا الإقصاء نتيجة لتوجهات فردية داخل الوزارة، أم أنه يعكس خللًا أعمق في إدارة المشهد الثقافي بالمغرب؟

غياب الاستجابة وغياب الحوار

السوسي، الذي قدم عدة شكايات رسمية للوزارة، طالب مرارًا وتكرارًا بعقد لقاء مع الوزير بنسعيد عبر المستشار الإعلامي للوزارة. ومع ذلك، يبدو أن هذه الطلبات لم تلقَ تجاوبًا. يطرح هذا الوضع أسئلة حول مدى فعالية قنوات التواصل بين الوزارة والمبادرات الثقافية المستقلة.

هل تجاهل هذه المبادرات هو مؤشر على ضعف آليات الحوار داخل الوزارة؟ وكيف يمكن تعزيز الشراكة بين الفاعلين الثقافيين والمؤسسات الحكومية لدعم مشاريع تخدم الهوية المغربية المتعددة؟

مجلة “ميمونة” والتحديات العالمية

في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالثقافة اليهودية المغربية كجزء من التراث الوطني، تعاني مجلة “ميمونة” من نقص الدعم والاعتراف. هذا التناقض يثير مخاوف حول قدرة المؤسسات الثقافية المغربية على مواكبة الديناميات العالمية واستثمارها لتعزيز الصورة الإيجابية للمغرب كبلد للتنوع.

هل يمكن اعتبار محاربة هذه المجلة هجومًا على النموذج المغربي للتعايش؟ وكيف يمكن ضمان حماية المبادرات التي تخدم هذا النموذج في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟

الخلاصة: حاجة ملحة لمراجعة السياسات الثقافية

تصريحات بنسعيد عن التعايش تحمل وزنًا كبيرًا، لكنها بحاجة إلى دعم حقيقي على الأرض. إن دعم مجلة “ميمونة” ومشاريع مشابهة لا يعكس فقط التزام المغرب بقيم التعايش، بل يعزز أيضًا مكانته الدولية كنموذج يُحتذى به.

هل تستطيع وزارة الثقافة تجاوز هذه العقبات والعمل بشفافية لدعم كل المبادرات التي تعكس تنوع الهوية المغربية؟ أم أن الحديث عن التعايش سيبقى حبرًا على ورق؟

للاطلاع على المزيد، يمكنك زيارة مجلة ميمونة.

spot_imgspot_img