ذات صلة

أحدث المقالات

مستقبل الحكومة المغربية بين الشرعيتين الانتخابية والدستورية: تحليل نقدي لرؤية د. الحسن عبيابة

في مقالته الأخيرة، تحت عنوان "مستقبل الحكومة بين السياق الانتخابي...

“سفارة المغرب بواشنطن: بين الاعتراف الأمريكي وغياب الدبلوماسية النشطة – هل تُهدر الفرص الذهبية؟”

تشكل الدبلوماسية المغربية حجر الزاوية في تعزيز مكانة المملكة...

“شقيق مؤسس البوليساريو يهدد موريتانيا بالحرب: هل سيستغل المغرب هذا التقارب لكبح تحركات الانفصاليين؟”

في خطوة غير مسبوقة، يثير التقارب المغربي-الموريتاني الأخير قلقًا متزايدًا داخل أوساط جبهة البوليساريو الانفصالية، التي ترى في هذا التوجه تهديدًا مباشرًا لمشروعها.

يبدو أن الجبهة تجد نفسها أمام تحديات جديدة، لا سيما في ظل نية المغرب وموريتانيا إتمام مشروع ممر بري يربط بين البلدين عبر الأراضي الصحراوية، ما يُحتمل أن يغير واقع الحدود ويعزز التعاون بين الرباط ونواكشوط.

القلق البارز من هذا التقارب ظهر جليًا في رسالة نصية تم تداولها بين نشطاء البوليساريو، حيث يُنسب إلى البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس البوليساريو ومستشار زعيم الجبهة الحالي إبراهيم غالي، تهديده المباشر لموريتانيا باللجوء إلى الحرب في حال قامت الأخيرة بفتح هذا الممر التجاري مع المغرب. وفي رسالته، حذر السيد من أن هذا التحرك قد يُعتبر اعترافًا ضمنيًا بسيادة المغرب على الصحراء، مما قد يُفضي إلى حرب قد تضع موريتانيا في مواجهة مباشرة مع جبهة البوليساريو.

ولكن السؤال الأهم: هل سيستغل المغرب هذا التقارب ليزيد من الضغط على الجبهة الانفصالية، ويحول هذه التهديدات إلى فرصة استراتيجية لردع أي تحرك مستقبلي للانفصال في المنطقة؟ فالمغرب كان دائمًا يسعى لتعزيز مكانته الجيوسياسية في المنطقة، وبناء تحالفات مع جيرانه لتعزيز موقفه في النزاع الإقليمي.

من جانب آخر، يعكس التصعيد الحالي في خطاب البشير مصطفى السيد توترات داخلية ضمن صفوف البوليساريو. فبحسب بعض التقارير، شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا في استجابة الشباب الصحراوي لدعوات القادة الانفصاليين، الذين يعيشون حياة الرفاهية في الخارج بينما يظل الآلاف من الصحراويين في المخيمات يعانون من ظروف الحياة القاسية.

هذا الانقسام الداخلي أصبح أكثر وضوحًا، مع تصاعد السخط ضد قيادة البوليساريو التي تتجاهل معاناة المواطنين في تندوف.

أحد أبرز المظاهر الدالة على هذه التوترات هو استثمار البوليساريو في بناء مقرات محصنة بموازاة تزايد الاحتجاجات في المخيمات، مما يعكس حالة من العزلة والقلق داخل صفوف الجبهة.

كما أشار رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إلى أن البوليساريو تسعى إلى تعزيز هيمنتها من خلال هذه المقار الفاخرة، رغم أن هذا يثير غضبًا شعبيًا بسبب نهب المساعدات الإنسانية.

يبقى التساؤل مطروحًا حول تأثير هذه التطورات على السياسة المغربية في المنطقة. هل سيؤدي هذا التقارب بين الرباط ونواكشوط إلى تعزيز موقف المغرب في النزاع مع البوليساريو؟ أم أنه سيكون بداية لمرحلة جديدة من التصعيد، قد تُترجم إلى تحركات ميدانية تنطوي على مخاطر كبيرة؟

في كل حال، يبدو أن الوضع في المنطقة يزداد تعقيدًا، ويُحتمل أن يؤدي هذا التوجه الجديد إلى تغييرات كبيرة في معادلة الصراع الإقليمي، مع إبراز تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين المغرب وموريتانيا وكيفية تفاعل البوليساريو مع هذه الديناميكيات المتجددة.

spot_imgspot_img