في مهرجان Visa For Music، وسط حركة الأصوات العابرة للقارات وارتفاع نبض المنصّات، كان اللقاء مع Mr. ID أشبه بالوقوف أمام واحد من الحلقات النادرة في الموسيقى الإلكترونية المغربية: فنان يشتغل على الإيقاع كما لو كان يقرأ ذاكرة شعب، ويصوغ الإحساس كما لو كان ينحت هوية جديدة لهذا الجيل.
لم يكن مجرد حديث عابر مع DJ مغربي ناجح؛ كان حديثاً مع مشروع موسيقي واعٍ، يعرف تماماً ماذا يريد: أن يقدّم للمشهد العالمي موسيقى لها عمق إفريقيا، وصلابة المغرب، ورحابة العالم.
يتحدّث Mr. ID بشغف هادئ. لا يستعرض إنجازاته، بل يعيدك دائماً إلى نقطة واحدة:
“الهوية ليست حِملاً على الفنان… إنها مصدره الأول.”
ومن هذا الوعي تحديداً، استطاع أن يمزج الإلكتروني العميق بـالإيقاعات الإفريقية والأمازيغية والأندلسية، في خلطة لا تشبه أحداً. إيقاعات لها ظلّ تراثي… لكنها تتحرك بثقة داخل أكبر المهرجانات العالمية.
حضورُه في Visa For Music لم يكن مجرد مشاركة؛ كان عودة إلى الجذور في فضاء يعيد تشكيل الخريطة الموسيقية للقارة. فهناك، بين الرفوف الفنية، كان يكشف عن مشروعه الجديد «Aski»، الذي يتجلى هذه المرة في معرض فوتوغرافي يمنح صوراً لرحلته الإبداعية بُعداً بصرياً يوازي جمال صوته.
فنان أنيق في حضوره، دقيق في اختياراته، وصادق في رؤيته. وهو اليوم أحد الأسماء التي تعيد رسم حدود الموسيقى المغربية داخل المشهد الكوني.
لقاء قصير… لكنه كفيل بأن يجعلك تدرك شيئاً بسيطاً وعميقاً: الموسيقى المغربية لا تبحث عن مكان في العالم؛ هي بصدد استعادة مكانها الحقيقي.
