من لحظةٍ مبكرة في مقابلة مهرجان مراكش، يضع المخرج أوندري بروفازنيك يده على جوهر فيلمه: الصمت. يقول بروفازنيك بصراحة موجعة عن تدفّق الرسائل إليه بعد العرض: «لا أعرف هؤلاء الأشخاص، لكنهم يراسلونني قائلين، شكرًا لهذا الفيلم، لأن هذا خاص جدًا بالنسبة لي… لأنه حدث لي».
العبارة قصيرة لكنها تكثّف وظيفتين متوازيتين للفيلم: الأولى كشفٌ شخصي لصدمة قديمة، والثانية استثارةٌ جماعية لذكريات مدفونة لدى آخرين.
الفيلم مبنٍّ «بشكل فضفاض» على فضيحة حقيقية سُجلت في تشيكيا عام 2007، حين أُدين قائد جوقة مشهور بارتكاب اعتداءات جنسية ضد فتاة قاصرة. بروفازنيك يقرّ بذلك ويختار لنفسه وزناً سردياً محدداً: «وجهة نظر المبتدئ»، طفلة تبلغ 13 عاماً — كارولينا — تُدخَل تدريجياً إلى عالمٍ يبدو منظمًا ومهيبًا، لكنه في داخله فاسد وسامّ. هذا الاختيار السردي—إبقاء الكاميرا مع العين الصغيرة التي لا تكاد تُدرك ما يجري—هو قلب الاستراتيجية الفنية للفيلم.



