ذات صلة

أحدث المقالات

هشام حيضر… صناعة حضور سينمائي يتنامى بخطى ثابتة

اللقاء مع هشام حيضر، أو مجرد متابعة لمساره، تكشف...

إيمان المصبحي… حين تتحوّل الإرادة الإبداعية إلى قوة محرّكة للسينما المغربية

لقاء إيمان المصبحي ليس مجرد لحظة تواصل مهني، بل هو اقتراب من واحدة من القامات التي أعادت تعريف دور المرأة داخل الصناعة السينمائية المغربية. هي ليست فقط منتجة أو مخرجة أو موزعة أفلام؛ بل فاعلة بنيوية في المنظومة السينمائية، تُعيد ترتيب مساراتها وتمنحها زخمًا جديدًا في الداخل والخارج.

في مشهد سينمائي يعرف الكثير من التحولات، برزت المصبحي كصوت يجمع بين الخيال الفني والحسّ الإداري، بين حرارة الإبداع وبرودة التخطيط. هذا المزيج النادر هو ما جعلها واحدة من أبرز من يفهمون كيف تُصنع الأفلام، وكيف تُقدَّم، وكيف تُرافق في رحلتها نحو الجمهور، سواء في المغرب أو في المهرجانات والأسواق الدولية.

قوة إيمان المصبحي لا تكمن فقط في قدرتها على إنتاج فيلم أو توقيع عمل إخراجي، بل في بصمتها داخل سلسلة القيمة السينمائية: من قراءة النصوص، إلى إدارة مواقع التصوير، إلى جسّ نبض السوق وتوجيه الفيلم نحو فضائه الطبيعي. إنها تدرك أن السينما، كي تعيش، تحتاج إلى عين فنية ترى، وعقل إنتاجي ينسّق، وشبكة توزيع تعرف كيف تفتح الأبواب.

ولذلك لم يكن حضورها في المشهد الوطني حضورًا عابرًا، بل حضورًا مؤثرًا، صاعدًا بثبات، يعيد الاعتبار لفكرة أن الفيلم المغربي يمكنه أن يعبر الحدود ويخاطب جمهورًا عالميًا دون أن يفقد جذوره.

إن تكريم إيمان المصبحي، أو حتى مجرد الإشارة إليها، هو في جوهره اعتراف بمرحلة جديدة في السينما المغربية—مرحلة تتقدم فيها النساء الصفوف، ويقود فيها المهنيون الحقيقيون دينامية التطوير، بعيدًا عن الارتجال وبعيدًا عن الانغلاق.

هي نموذج لاحترافية لا تُعلن عن نفسها، بل تُثبت حضورها عبر العمل، وعبر رؤية واضحة تؤمن بأن السينما ليست ترفًا ثقافيًا، بل مشروع مجتمع وصناعة قائمة بذاتها.

spot_imgspot_img