ذات صلة

أحدث المقالات

مكانة الدبلوماسية الملكية الحضارية المغربية في العلاقات الدولية

رغم أن القانون الدولي العام من خلال ميثاق الأمم...

حين تضلّل الكاميرا الحقيقة: كيف شوّه بعض الإعلام العربي صورة “كان 2025” في المغرب؟

التضليل الإعلامي في تغطية كأس أمم إفريقيا بالمغرب: قراءة...

الرؤية السديدة للدبلوماسية الملكية الاقتصادية قاطرة للريادة الإفريقية

  تميزت المملكة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس...

سعيد انظام… حين تتحول السينما إلى دبلوماسية اقتصادية مغربية من لندن

لندن، 2025 – سلطت فعاليات FOCUS London 2025 الضوء على المكانة المتنامية للمغرب كوجهة استراتيجية للإنتاج السينمائي العالمي، خلال جلسة نقاشية تحت عنوان: «الانتقال نحو الجنوب: كيف يدفع الحافز المالي، قيمة الإنتاج، والدبلوماسية عبر الحدود المغرب إلى قلب صناعة السينما العالمية».

الجلسة جمعت بين خبراء دبلوماسيين وعمّال صناعة السينما لتوضيح أسباب اختيار المنتجين الدوليين من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وأوروبا المغرب كوجهة مفضلة، وبيّنت كيف تحولت السينما إلى أداة فعالة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية للمملكة.

افتتحت الجلسة بكلمة إيمان دريف، الوزير المفوض بسفارة المملكة المغربية في لندن، التي أبرزت الانفتاح الطويل للمغرب على التعاون الدولي، مؤكدة الدور الحيوي للإنتاج السينمائي في تعزيز التبادل الثقافي، والشراكات المهنية، والتعاون الإبداعي المستدام. وأشارت دريف إلى أن المغرب يقدم إطاراً مؤسساتياً واضحاً لدعم الإنتاجات الأجنبية، يشمل تسهيلات الحصول على التصاريح، التنسيق على المستوى الوطني والإقليمي، والمساعدة في الطلبات الخاصة مثل الدعم العسكري عند الحاجة، مما يتيح للمنتجين الدوليين العمل بثقة ضمن نظام منظم وموثوق.

واعتبرت الجلسة أن المغرب قادر على تقديم قيمة إنتاجية عالية، تجمع بين حافز مالي يصل إلى 30%، تكاليف إنتاج منخفضة نسبياً، وفرة في الطواقم الفنية المدربة، تنوع المناظر الطبيعية والمعمارية، وبنية تحتية قوية تشمل مواقع تصوير ومجموعات جاهزة في ورزازات. هذه المزايا تجعل المغرب وجهة اقتصادية تحقق فيها الإنتاجات أكبر قيمة ممكنة ضمن ميزانياتها.

قدّم المنتج الأمريكي مايكل ليهي تجربة الإنتاج المستقل والمتوسط عبر مشروعه الأخير مع المنتج المغربي سعيد أندام: «Kevin Costner Presents: The First Christmas». أوضح ليهي كيف مكّن نظام الحوافز، وقوة وكفاءة الطواقم المغربية، والتعاون السلس مع الشركاء المحليين من رفع مستوى الإنتاج بشكل كبير مع الالتزام بالميزانية، مؤكداً قدرة المغرب على تمكين الإنتاجات المستقلة للوصول إلى مستوى طموح شبيه بالاستوديوهات الكبرى.

من جانب آخر، قدم كريستيان ماكويليامز، مدير المواقع البريطاني، وجهة نظر الإنتاجات الضخمة، مستعرضاً تجربته في تصوير أفلام عالمية مثل Gladiator II، Spy Game، Babel، Syriana، وغيرها، مشيراً إلى التطور الكبير في المغرب خلال العقدين الماضيين، سواء من حيث قدرة الطواقم، البنية التحتية، إدارة اللوجستيك، أو التنسيق المؤسسي، مما جعل المغرب بيئة موثوقة للإنتاجات المعقدة ومتعددة الوحدات.

سعيد انظام… وسيط بين الثقافة والسوق

بدوره، شرح المنتج المغربي سعيد انظام كيف ساهمت سنوات التعاون مع الطواقم الدولية في تطوير الصناعة المحلية، مؤكداً أهمية التواصل المبكر، تحديد التوقعات بوضوح، وخلق توازن بين الطواقم المحلية والمستوردة، مع اعتماد شراكة حقيقية مع شركات الخدمات المحلية، مما يتيح اكتشاف قيمة إضافية وكفاءة أكبر على أرض الواقع.

في الختام، اتفق المشاركون على أن ما يُسمّى بـ «الانتقال نحو الخارج» لا يعني التعاقد الخارجي فحسب، بل توسيع الإمكانيات الإبداعية. المغرب، بحوافزه الاقتصادية، وكفاءته اللوجستية، وانفتاحه الثقافي، وروحه التعاونية، يقدّم بيئة مثالية للإنتاج السينمائي الدولي، سواء كان مستقلاً أم على مستوى استوديوهات عالمية، ويحول السينما إلى أداة للتواصل والانفتاح على العالم.

spot_imgspot_imgspot_imgspot_img