ذات صلة

أحدث المقالات

حسين الشيخ نائبًا للرئيس الفلسطيني.. مسيرة صعوده ورؤيته السياسية

تشهد السلطة الوطنية الفلسطينية بدايةً من اليوم، مرحلةً جديدةً،...

جدنا الولد الشقي.. سعدنيات أكرم تنفض غُبار سيرة مسيرة أطول من العمر

لطالما يعتز الصحفيون بالأستاذ محمود السعدني، ولطالما عُرف الكاتب...

كأس شاي إيراني لـ ترامب بـ 4 تريليونات دولار

كتب عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا الأسبق ومندوبها...

موانع تقارب العلاقات بين بغداد ودمشق.. وهل الإطار العربي بابًا مفتوحًا؟

تعلو أصوات بالعراق منذ توجيه الحكومة الدعوة للرئيس السوري،...

بعد مرور أسبوع على إعلان وجود مخططات ضد الدولة.. الأردن تحظر جماعة الإخوان المسلمين

أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، حظر جميع أنشطة جماعة الإخوان...

لماذا تعود إسرائيل لاستئناف الحرب على غزة؟

عاد الجيش الإسرائيلي، منذ يوم الثلاثاء، 18 مارس (آذار) الجاري، لاستئناف عملياته الحربية ضد أهداف يقول إنها تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فيما يعد ذلك خرقًا لاتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ منذ 19 يناير (كانون الثاني/ جانفي) الماضي، وتوقف على إثره القتال الذي كان قد بدأ مع تنفيذ فصائل فلسطينية لهجوم على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخلّف أكثر من 43 ألف شهيدًا فلسطينيًا.

إسرائيل على ما يبدو أنها كانت خططت وقررت العودة للقتال قبل أسبوعين حينما أوقفت دخول قوافل الغذاء إلى غزة، كما قطعت الكهرباء والوقود عن القطاع المحاصر والمدمر الذي يعيش فيه نحو مليوني شخص.

وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق الهدنة الحالية الذي يتعرض للخرق الآن أو ربما يكون في طريقه نحو الانهيار، كان يقضي بأن يتم وقف إطلاق النار على مراحل ثلاثة، وقد انتهت المرحلة الأولى قبل أسبوعين والتي تضمنت وقف العمليات الحربية وانسحاب إسرائيلي تكتيكي من بعض المواقع المتقدمة بالقطاع وإطلاق سراح 2000 أسير فلسطيني بالسجون الإسرائيلية، بينما أفرجت حركة حماس عن 25 من الرهائن، كما سلمت عدد 8 من رفات القتلى لديها.

وبينما كان الوسطاء الإقليميين وعلى رأسهم مصر وقطر بانتظار الاستمرار حول المرحلة الثانية من التفاوض، وهى مرحلة لا يزال يؤمل منها أن تؤدي لوقفٍ طويلٍ للعمليات الحربية وخروج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وبالمقابل تسلم حماس جميع الإسرائيليين الذين تحتجزهم لديها، جاء التردد الإسرائيلي في استئناف التفاوض.

أما الولايات المتحدة، الوسيط الدولي في عملية التفاوض، فقد أعلنت عن وجود تنسيق أمريكي – إسرائيلي بشأن عودة الجيش الإسرائيلي لشن الهجمات على غزة، بحسب ما عبرت عنه، كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض.

وقالت ليفيت أيضًا خلال مقابلةٍ لها مع محطة فوكس نيوز الأمريكية، إن إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية متفقتان على توجيه الضربات ضد من أسمته بالإرهاب الذي يشمل كلٌ من حماس والحوثيين وكذلك إيران، محذرةً هؤلاء من أنهم سوف يدفعون تكاليفًا باهظةً وأن أبواب الجحيم – بحسب وصفها – ستفتح أمامهم.

فقط البداية

القيادة السياسية الإسرائيلية من جانبها ممثلة في أعلى مسؤوليها، بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، كشفت عن أن العمليات الإسرائيلية بالقطاع تعد فقط البداية.  

المعنى ذاته ورد في بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث نقل البيان عن إيال زامير، رئيس الأركان، أن قواته بصدد عملية كبرى تهدف لاستعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس.

كذلك قال زامير الذي كان باجتماع لتقييم العمليات التي ينفذها الجيش بالضفة الغربية، إن الهدف هو إلحاق الهزيمة بحركة حماس في قطاع غزة والضفة الغربية، وإجبار الحركة على إخلاء سبيل جميع الرهائن.

وفي البيان ذاته، كشف الجيش الإسرائيلي كذلك عن أن خطته المحدثة للقتال في غزة تشمل جميع أراضي القطاع بما فيها منطقة رفح الواقعة في أقصى الجنوب.

وعند النظر إلى حجم الخسائر التي تكبدتها حركة حماس منذ عودة العمليات الإسرائيلية ضدها يوم الثلاثاء الماضي، يلاحظ أنها فقدت عدد من القياديين البارزين بالحركة مثل رئيس حكومة غزة والعضو بالحركة، عصام الدعاليس، كما فقدت قائد جهاز الأمن العام، رشيد جحجوح، وبالإضافة إلى وكيل وزارة الداخلية، محمود أبو وطفة.

سياسة الضغط

يبدو إذًا أن إسرائيل تسعى للضغط الأقصى على حركة حماس مستغلةً موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الحركة الفلسطينية ومن إيران ووكلائها بالمنطقة بهدف القبول بشروط جديدة في التفاوض حول الرهائن ومستقبل وجود الحركة بالقطاع، أو ربما يمتد الأمر لأبعد من ذلك عبر تجديد الدعوة للبحث عن أماكن أخرى لنقل سكان القطاع إليها وخضوعه لإدارة أمريكية مباشرة وهو المقترح الأمريكي الذي توارى إعلاميًا بالفترة الأخيرة بعد رفض مصر والأردن ودولًا عربية له.

ومما لا شك فيه فإن التعليق المصري على عودة إسرائيل للقتال يحمل دلالات خاصة بسعي إسرائيل لخلق الظروف الملائمة لفرض مخطط التهجير، فقد اعتبرت القاهرة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، عدائية ومبيته بغية تهجير الفلسطينيين لخارج القطاع بعد تحويله لأرض غير صالحة للحياة.

spot_imgspot_img