ذات صلة

أحدث المقالات

المغرب يعيد تعريف دعم القضية الفلسطينية: من المزايدة إلى البراغماتية الهادئة

في ظرف إقليمي شديد التعقيد، اختارت المملكة المغربية أن...

الملك يُقصي أخنوش من ملف الدعم الفلاحي: ضربة بروتوكولية أم تحجيم سياسي؟

في مشهد سياسي لافت، حمل المجلس الوزاري المنعقد تحت...

كأس شاي إيراني لـ ترامب بـ 4 تريليونات دولار

كتب عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا الأسبق ومندوبها الأسبق أيضًا لدى الأمم المتحدة، مقالًا بجريدة الشرق الأوسط اللندنية، يوم 19 أبريل (نيسان) الجاري، حمل عنوان: أي كأس سيشرب منها كل من خامنئي وترامب؟، وهو مقال كما يبدو من عنوانه يتناول موضوع المفاوضات الحالية بين واشنطن وطهران حول السلاح النووي الإيراني والنشاط الإقليمي لنظام ولاية الفقية بالمنطقة وتحركات أذرعه بدول الجوار.

المفاوضات النووية الإيرانية مجلة الدبلوماسية المغربية
عبد الرحمن شلقم

الأستاذ شلقم راعي بمقدمة مقاله الإشارة لخلفيات الطرفين المفاوضين، فمن الجانب الأمريكي يفاوض، ستيف ويتكوف، مستشار ترامب القادم من مجال الأعمال، وهو رجل بعيد كل البعد عن مؤسسات الخارجية والأمن الأمريكية، وعلى الجانب الإيراني يفاوض، عباس عراقجي، وهذا رجل محسوب على التيار الإصلاحي ويوصف بالاعتدال.

مبادرة ترامبية

عبد الرحمن شلقم، ذكر في مقالته أنّ الرئيس دونالد ترامب، الذي كان قد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران (اتفاق 5+1) فور دخوله للبيت الأبيض أول مرة عام 2017، هو الذي بادر هذه المرة في التواصل مع علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإيرانية، بعدما ملئ بحار وسماوات الشرق الأوسط بالأساطيل والسفن الحربية والقاذفات والمقاتلات الشبحية، معتبرًا أن تلك الرسالة تلفقها المرشد بعناية مدركًا حجم المخاطر الخارجية والداخلية التي تتعرض لها بلاده ومشروعه.

وأما عن التهديدات الخارجية، فهي تتعلق بتقديرات موقف إيرانية لا تستبعد قيام إدارة ترامب بتوجيه الأوامر لقواتها العسكرية بالمنطقة، لاستهداف منشآت نووية هامة محددة كـ نطنز وفوردو، وقد سارت سماء البلاد مكشوفة أمام غارات الطيران والصواريخ منذ الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد وسائل الدفاع الجوي الإيرانية.

وفيما يتعلق بالتهديدات الداخلية فهي عديدة وما أكثرها، ويأتي على رأس هذه التهديدات، الأوضاع الاقتصادية المتردية نتيجة العقوبات الأمريكية القاسية ووصول الدولار الأمريكي لمستوى 100 ألف ريال إيراني، وتدهور البنية التحتية بشكلٍ غير مسبوق، وتفشي البطالة والجريمة، ومن الناحية السياسية لا يشعر الشارع الإيراني بفوائد المليارات التي أنفقت على الصناعات الدفاعية وتسليح الأذرع بالمنطقة، وجميعها إشارات حمراء بوجه النظام. 

اجتماع رباعي سري.. وهذا هو القرار

الوزير والدبلوماسي الليبي الأسبق، نقل في مقالته بعضًا مما جاءت به، فرناس فسيحي، وهي صحفية أمريكية ذات أصول إيرانية، كتبت تقريرًا بـ نيويورك تايمز نشر يوم 10 الجاري، ذكرت فيه أن اجتماعًا سريًا رباعيًا ترأسه المرشد علي خامنئي، مع مسعود بزشكيان، رئيس الدولة، ورئيسي البرلمان والقضاء، تناول المخاوف الخارجية والداخلية السابقة، كما قرر المجتمعون أنه لا الصين ولا روسيا سوف تتدخلان لدرء الخطر عن إيران.

على ضوء هذه التقديرات، قرر خامنئي والفريق المجتمع، التعاطي الإيجابي مع دعوة ترامب للتواصل واستبدال المشروع النووي والميليشيات بصفقات استثمارية كبرى مع الأمريكيين، رجح عبد الرحمن شلقم، أن تكون في حدود 4 تريليونات دولار، وتلك هي مكافأة المرشد الإيراني للرئيس الأمريكي، وليُفضل الطرفين – حسب تعبير شلقم – تناول كأسين من الشاي معًا بدلًا من الحروب والدمار.   

spot_imgspot_img