وقعت اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومسلحين تابعين لطائفة الدروز، بمنطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، أدت لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين المتناحرين.
ومنطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا، تقعان جنوب غرب العاصمة السورية دمشق، وينتمي غالبية سكانهما للطائفة الدرزية وللدين المسيحي.
ما هي أسباب اندلاع اشتباكات جرمانا وأشرفية صحنايا؟
تعود أسباب هذه الاشتباكات، لانتشار تسجيل صوتي – لم يتم التأكد من صحته – يقال إنه لشخصٍ درزي يُسئ للرسول محمد (ص).
كم يقدر تعداد دروز سوريا؟.. وأين يتمركزون؟
بحسب بي بي سي، يقدر تعداد الدروز في سوريا بـ 3% من إجمالي تعداد سكان البلاد، ويبلغ تعداد سكان سوريا نحو 25,46 مليون نسمة، وفقًا لتقديرات موقع وورلد ميتر.
ومحافظة السويداء، الواقعة بجنوب سوريا، تعد المعقل الرئيسي لطائفة الدروز، كما يتواجدون أيضًا بمنطقة مرتفعات الجولان المحتلة.
ويتوزع الدروز، بشكلٍ عامٍ بالشرق الأوسط، بين سوريا ولبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
كيف تعاملت حكومة أحمد الشرع مع أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا؟
عززت قوات الأمن التابعة للحكومة السورية من جانبها، انتشارها قرب المناطق التي شهدت الاشتباكات الأخيرة.
وبحسب تصريحات أدلى بها، المقدم حسام الطحان، مدير مديرية أمن ريف دمشق، لوكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن مندوبين عن الحكومة اتفقوا مع وجهاء جرمانا على تسليم الأسلحة الثقيلة لدى المسلحين بالمدينة، كما اتفقوا على زيادة التواجد الأمني بالمنطقة لاستعادة الحياة الطبيعية وترسيخ الاستقرار.
ما موقف الدروز السياسي من الأحداث بسوريا منذ 2011؟
الدروز في سوريا لم ينخرطوا بالحرب الأهلية التي اندلعت منذ العام 2011، وقد فضلوا تبني موقف محايد من الصراع المسلح بين نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة.
وعلى الرغم من محاولات بعض الأطراف الداخلية والخارجية، الزج بالدروز في الصراع، ولكن هذه المحاولات فشلت إلا قليلا.
ما هي طبيعة العلاقات بين دروز سوريا وإسرائيل؟
توجد بصفةٍ عامةٍ، علاقات بين طائفة المسلمين الموحدين (الدروز)، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ويعود أساس هذه العلاقات لوجود طائفة درزية داخل إسرائيل، تحظى بالمواطنة ويخدم أفرادها بالجيش الإسرائيلي.
وتحرص تل أبيب على ضوء وجود هذه الطائفة، لأن تعزز تواصلها مع الدروز الآخرين بالمنطقة، ومن بينهم دروز سوريا الذين يخضع بعضهم للحكم الإسرائيلي بالجولان المحتلة منذ العام 1967.
كيف تدخلت إسرائيل لصالح دروز سوريا في أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا الأخيرة؟
تدخلت إسرائيل عسكريًا في أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا الأخيرة لصالح دروز سوريا، إذ نفذت مسيرة إسرائيلية غارة على هدفٍ بريف دمشق، أدت لمقتل شخصين، بينهم عنصر أمن سوري رسمي.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الهدف الذي تعرض للغارة، عبارة عن موقع كان يتمركز به مسلحين يستعدون لتنفيذ هجمات ضد أبناء الطائفة الدرزية، وكذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، نقل 3 مصابين من دروز سوريا لتلقي العلاج بالمستشفيات الإسرائيلية.
وكان يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، هدد مطلع مارس (آذار) الماضي، الحكومة السورية، بمهاجمتها، حال تعرضها للدروز بجنوب شرق البلاد.
ما علاقة هذه الأحداث بالتدخلات الإقليمية بسوريا؟
سوريا تعاني بالوقت الراهن من تدخلات لأطرافٍ خارجية، وتعد تركيا وإسرائيل، أهم هذه الأطراف. وقد اعتبرت أنقرة الغارة الإسرائيلية الأخيرة على ريف دمشق، تهديدًا لوحدة سوريا، بالإضافة لإعلانها تعهدها بالوقوف بجانب حكومة أحمد الشرع ضد الهجمات الإسرائيلية.
وتحاول إسرائيل الاستفادة من ضعف الحكومة السورية الحالي، لإقامة منطقة عازلة بالجنوب السوري عبر بناء تحالف يجمعها بدروز سوريا، وذلك على خلفية تنافسها الإقليمي مع تركيا، الحليف الأبرز حاليًا لحكومة الشرع.
